Site icon IMLebanon

إرهابيون في حماية الحرية!

لم تخرج بريطانيا من الذهول، وصول جثامين مواطنيها الـ ٣٨ الذين قتلوا في مذبحة سوسة شكّل صدمة عميقة، لكن ديفيد كاميرون الذي أمر بإغتيال قادة تنظيم “داعش”، ليس قادراً على منع رفع علم التنظيم أمام مقره أو فوق ساعة “بيغ بن” أو على مداخل القصر الملكي!

عندما دعا كاميرون الى إعتقال كل من يضبط متلبساً برفع علم “داعش”، لم يكن يظن انه سيسمح لرجل وفتاة برفع راية “داعش” امام مجلس العموم من غير ان تمنعهما الشرطة التي إعتبرت عملهما “في حدود القانون”، وبعدما أعلن عبر صحيفة “الصندي تايمس” ان من يتجولون حاملين أعلام ” داعش” او يحاولون تجنيد أشخاص لقضيته الإرهابية سيقعون تحت طائلة المسؤولية، جاءه الرد مناقضاً من داخل السلطة البريطانية!

عمدة لندن والقيادي في حزب المحافظين بوريس جونسون رد بأن في إمكان المتطرفين ان يرفعوا أعلام “داعش” في شوارع لندن، وأنه لا يؤيد منع الرموز التي ترتبط بالجماعة الإرهابية ” لأن بريطانيا بلد الحرّيات”، أما قائد شرطة اسكوتلنديارد السير برنارد هوغان هاو فقال ان رفع علم “داعش” يجب ألا يؤدي الى إعتقال الشخص الذي يرفعه، وهذا ليس بالضرورة أسوأ عمل في العالم…”. إذاً، ما لم يندفع أحد “الدواعش” الى هايد بارك مثلاً ويطلق النار على الناس فلن يعترف السير برنارد بأن هناك ظاهرة إرهابية!

الغريب ان الشرطة أعلنت ان إرتداء شعار أو عرضه أو حمل علم ليس مخالفة إلا اذا كانت طريقة عرضه تثير شكوكاً في أن الشخص مؤيد لمنظمة محظورة، لكأن الذي يلف نفسه بعلم “داعش” ليس مؤيداً لهذا التنظيم !

لكن رفع العلم “الداعشي” ليس في غرابة ان الحكومة تعيل مثلاً رجل “القاعدة” المصري هاني السباعي، الذي قيل انه أوحى إلى التونسي سيف الدين الزرقي بتنفيذ مجزرة سوسة، والذي تتهمه الصحف بأنه وراء تطرف محمد الموازي المعروف بأنه الجهادي جون قاطع الرؤوس، والذي وصف هجمات المترو في لندن عام ٢٠٠٥ والتي أودت بـ٥٥ شخصاً بأنها “إنتصار كبير”.

فمنذ ١٩٩٤ يحصل السباعي على ٤ آلاف إسترليني شهرياً وتدفع الحكومة مبلغ ٨٠ الف دولار سنوياً إيجار منزله، وقد حاولت الحكومات المتعاقبة ترحيله وفشلت لأن المحكمة تعتبر الأمر خرقاً لحقوق الأنسان، وهو يدعو يومياً على بريطانيا بالهلاك والخراب!

ليس السباعي وحيداً، هناك الكثيرون تحت الرعاية البريطانية والأوروبية، كان منهم مثلاً أبو حمزة المصري الذي سُئل لماذا تشتم بريطانيا وهي تعيلك، فأجاب: “لأنها بيت الخلاء وأقضي فيها حاجتي”. فهل كثير عندما يلتحق المئآت من البريطانيين والأوروبيين بـ”داعش”… ان إيواء هؤلاء كان دائماً بهدف إبتزاز أنظمة بلادهم لكنهم ظلّوا إرهابيين ينامون في أحضان الحرية!