Site icon IMLebanon

اختبار مواقف التيار بجلسة مجلس الوزراء

مرّ احتفال التيار الوطني الحر بالثالث عشر من تشرين الأول بسلام، سلام سياسي وسلام أمني أيضاً، فلا خطابات تزيد نسبة التوتر في الأجواء، ولا خروج عن المسافات المحددة للتظاهرة تجعل من احتمال الاحتكاك مع القوى الحامية للقصر الجمهوري، وارداً.

كانت التوقعات ان العماد ميشال عون لن يمرر اسقاط تسوية ترقية العمداء من دون ردّ فعل بحجم الفعل، وان أقل ما يمكن ان يعلنه هو تعليق حضور وزراء التكتل لجلسات مجلس الوزراء، أو الاستقالة من الحكومة، فلا هذه حصلت ولا تلك، ولا حتى التطرق الى طاولة الحوار، مكتفياً بتحذير الحكومة لضرورة تصحيح مسارها والتوقف عن تجاوز القوانين، ناحياً بالملامة على العالم الذي اتحد لتحرير الكويت يومذاك، وسمح باحتلال لبنان!..

ولكن ثمة جديداً ظهر في التظاهرة العونية الى محيط قصر بعبدا، صور الرئيس الروسي بوتين والعلم الروسي وإجاكم فلادمير يا بلا ضمير ولن تركع أمة يقودها عون ونصرالله…

هذا المنحى الاقليمي والدولي للشعارات المرفوعة، يؤكد مجدداً على المدى الخارجي للأزمة اللبنانية، بارادة أهل الداخل أو بدونها، ولولا هذا الانغماس، ما كان من شيء يحول دون انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، بحسب النائب مروان حمادة…

أوساط سياسية قريبة من ١٤ آذار لاحظت ان خفض عون لسقف خطابه، خلافاً لما كان متوقعاً، ناجم عن مداخلات معه من جانب الحلفاء، الذين قد يسلمون بأي شيء إلاّ المسّ بالحكومة، الضامنة محلياً ودولياً للاستقرار النسبي القائم، ولكن السؤال يبقى، هل يحضر وزراء التغيير والاصلاح جلسة مجلس الوزراء المفترضة هذا الأسبوع، أقله لاقرار خطة النفايات؟ وبالتالي هل يستطيع التيار تصنيف خطة النفايات ضمن القرارات العاطلة للحكومة الواجب تعطيلها، وماذا سيقول لناسه عن هذه الحالة النفاياتية المزرية؟

الموعد التقريبي لجلسة مجلس الوزراء، هو الخميس المقبل، والرئيس سلام لم يوجه الدعوة بعد، وواضح انه لن يوجهها قبل ضمانه الحضور المتوازن لمكوناتها، ولا يبدو انه في وارد عقد جلسة لمجلس الوزراء بمن حضر، كما يطالبه فرقاء ١٤ آذار الذين بدأوا يتأففون من حياديته الزائدة ومن حرصه المفرط على مراعاة خواطر الجميع، وتجنب القرارات المسيئة الى هذا أو ذاك، مهما كانت ضروراتها ملحة.

ولاحظت بعض الاوساط غياب موضوع العميد شامل روكز عن تظاهرة القصر الجمهوري، لتتساءل عما اذا كان طرح تسوية ترقيته ما زال وارداً في معادلة التيار الوطني، لقبول حضور جلسات مجلس الوزراء: النفايات يقابلها بند الترقيات والتعيينات العسكرية، ام ان موضوع الترقيات ذهب ادراج رياح الرفض الحاسم لوزير الدفاع سمير مقبل؟

المصادر القريبة من ١٤ آذار ترى الوضع سوداوياً، كما الرئيس سلام، مع دخول عناصر خارجية، بعضها ظاهر للعيان ويتمثل بالحملة الروسية العسكرية الواسعة النطاق في سوريا، وما عكسته من تعزيز لمواقف بعض الاطراف اللبنانية، الى حد رفع العلم الروسي وصور الرئيس بوتين في تظاهرة الأمس، وبعضها الآخر غير معلن ويتمثل ببعض النتائج السلبية لاحدى المعارك الدائرة في سوريا والكلفة العالية التي تكبدتها بعض الاطراف، مما يخشى معه من ردود فعل تصعيدية هنا، ان بالسياسة عبر مواصلة تعليق العمل الحكومي، او بالشارع من خلال بعض الاطراف المؤثرة بالحراك الشعبي، والتي لم تعد رائحتها عطرة، كما كانت عليه في ربيعها المنحسر.