Site icon IMLebanon

«وبالشكر تدوم النِعَم»

مرة جديدة لا يتورّع رأس النظام السوري عن توجيه الشكر الى إيران وروسيا، لقد سبق له أن ارتكب هذه الفعلة غير مرة ثم يتمادى بها.

والسؤال الذي يطرح ذاته هو:

على ماذا يشكر بشار الاسد إيران وروسيا؟

هل يشكرهما لأنهما تمعنان في قتل الشعب السوري من دون أي تمييز بين رجل وامرأة، بين طفل وعجوز؟ بين مريض ومعافى؟ بين مسلم ومسيحي؟

وهل يشكرهما لأنّ أرقام الضحايا في الشعب السوري تتراكم كلّ يوم لتوازي نصف مليون قتيل يسقطون جراء تلذذ بشار بدماء شعبه تُسفك هكذا لأجل بقائه متمسكاً بالكرسي؟

وهل يشكرهما لتهجير نصف الشعب السوري في الداخل ونزوحه الى الخارج؟

وهل يشكرهما لمئات ألوف المعوّقين الذين باتوا في كل عيلة ومجموعة؟

وهل يشكرهما لزج الآلاف في السجون التي ضاقت بهم لمجرّد أنهم ينتقدون النظام؟

وهل يشكرهما لتدمير المدن والبلدات والقرى على رؤوس ساكنيها؟

وهل يشكرهما على تدمير المستشفيات، والمدارس، والجامعات، والجوامع، والكنائس، والمؤسّسات؟

وهل يشكرهما لانهيار الليرة السورية جرّاء سياسته الخرقاء وقضائه على الاقتصاد السوري بـ»فضل» حربه على شعبه التي يخوضها مباشرة بجيشه العلوي، وبالواسطة بمساعدة إيران وروسيا؟

وهل يشكرهما لأنّ سوريا باتت ملعباً للميليشيات الشيعية الآتية من العراق وأفغانستان وباكستان ولبنان أيضاً للإسهام في قتل الشعب السوري؟

وهل يشكرهما لانهيار الجيش السوري؟

هذا الجيش الذي كان منيعاً في أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد، فتحوّل ما تبقى منه في عهدة النظام الى ميليشيات وشراذم؟

وهل يشكرهما لأنهما ساعداه في تحويل سوريا من دولة منيعة، قادرة، مرهوبة الجانب، قوة عظمى في المنطقة، ذات قرار في أحداث وتطورات ومواقف الإقليم (…) الى ما أصبحت اليوم يتدخل في شؤونها القاصي والداني، الكبير والصغير، تسرح إسرائيل وتمرح في أجوائها وتنفّذ اعتداءاتها عليها ساعة تشاء، وحيثما تشاء، وكيفما تشاء؟!.

أو أنّ بشار (وهنا بيت القصيد) يشكر إيران وروسيا لأنهما بحربهما المجرمة على الشعب السوري ساعداه على تمديد بقائه على الكرسي؟ وذلك على قاعدة و»بالشكر تدوم النِعَم».

صحيح… «اللي استحوا ماتوا».