حسن نصرالله يهدد اسرائيل بصواريخه لأنها لن تُبقي منها من يخبر أو يذر، فيرد عليه وزير النقل الاسرائيلي بأنه سيسحق لبنان ويعيده الى العصر الحجري!
ومن الجهة الأخرى أو ضفتها في القلمون سيد “النصرة” يتوعد نصرالله بعضّ الأصابع بما سينتظره من مفاجآت. كلهم يحركون ألسنتهم ويهزون أذنابهم على لبنان ليأكل شعبه العصي بكل فئاته!
هذه العراضات من هنا وهناك لا تخدم لبنان، فمن تخدم اذاً؟!
صحيح ان “داعش” وأخواته وحوش كاسرة أفلتوها علينا وعلى أعدائهم يا ربّ ليضيع “الشنكاش” وتصبح المناطق المحيطة باسرائيل برج بابل جديداً أين منه القديم البغدادي، إلاّ أن خيرات السلاح الايراني المتدفق سيولاً في العراق واليمن وسوريا ولبنان هو الآخر فتّاك وهو ليس بأرحم من هؤلاء الكواسر المتربصين بنا من كل حدب وصوب وثمانين دولة! وما يدعو إلى السخرية أن تعرض ايران خدماتها على الجيش اللبناني وسخاءها من هذا السلاح بما يدهش. إذ نفاجأ بأن الصفقة “لعقة” لا تتعدى السبعة ملايين دولار! وهي إن قُبلت فستقلب الدنيا علينا وأولها في المعونات العسكرية الاميركية للبنان والفرنسية المستتبعة من السعودية، ومع ذلك لم ينطلِ السحر، بل انقلب على ساحره. طبعاً لن تكون مثل هذه المساعدة للجيش اللبناني على حساب الدعم المقدم للمقاومة، لأنها هي الذراع المدججة للأوفياء الحلفاء ولن تعلو العين على الحاجب!
فكفى استخفافاً واستهتاراً بعقول الناس وبالشعارات البراقة على أبواب المسجد الأقصى الذي تنتهك أعتابه وحرماته ولا من يرفع الصوت أو الزناد!
هذا الاغداق المتخم بالعهود والوعود قد يُغرر الأبرياء السذج، إلاّ أنه لم يعد رائجاً بين الناس بعدما شهدنا ويلات صواريخه تستهدف المواطنين والنساء وأرحامهن والأطفال والشيوخ وهم في منازلهم وليس على الجبهات المتقابلة في سوريا! إنه زمن استرخاص حياة الناس ومسحهم عن وجه أرضهم بالبراميل المتفجرة حفاظاً على وحدة السد المنيع لجبهة الممانعة والمقاومة!