لا أدري كيف يفكر جماعة «حزب الله» بتبرير تدخلهم في الحرب الأهلية السورية مع نظام بشار الأسد، اننا أي الشعب اللبناني مدينون له بالشكر لأنه أرسل خيرة الشباب اللبناني ليموتوا في سوريا من أجل الحفاظ على كرسي أو عرش بشار الاسد.
بالله عليك يا أخ محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة عندما تقول في حفل تأبين أحد المقاتلين الذي أصبح الشهيد قاسم محمد ابراهيم في مجدل زون إحدى الضيَع في جنوب لبنان إننا يجب أن نشكرك لأنه لولا تدخل «حزب الله» في سوريا لأصبح الإرهاب في لبنان، ثم تزيد كيف غيّرت فرنسا موقفها بعد حادثة باريس؟
أقول لك يا أخ محمد كلامك غير دقيق مع احترامي الشديد لك ولتاريخك وللتضحيات التي قدّمها الشباب اللبناني بشكل عام و»حزب الله» بشكل خاص في تحرير لبنان.
ولكن هذا لا يعني أنّ الشعب اللبناني أعطاكم تفويضاً بحمل السلاح واستعماله كيفما تشاؤون بل هذا السلاح فقط لتحرير الاراضي اللبنانية وليس لاستعماله في احتلال بيروت عام ٢٠٠٧ اعتراضاً على استبدال الضابط رئيس جهاز أمن المطار، أو إقامة أجهزة في حرم المطار، ولا أريد أن أعود الى توريط لبنان عام 2006 بخطف جنديين إسرائيليين بحجة تحرير الأسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية وقول سماحة السيّد «لو كنت أعلم» وخسارة لبنان 5000 قتيل وجريح بالإضافة الى 15 مليار دولار في البنية التحتية…
نعود الى قولك إنّ سماحته أيضاً منذ 3 سنوات قال إنكم سوف تشكروننا على محاربة الإرهاب في سوريا إذ لولا ذهابنا الى سوريا لكان الإرهاب في بيتنا.
وهنا أسأل سماحته:
أولاً- ماذا عن تفجيرات الضاحية ونتائجها المأساوية، وفق الجدول الآتي:
1- تفجير الرويس: 21 شهيداً و336 جريحاً -16 آب 2013.
2- السفارة الإيرانية: 23 شهيداً و160 جريحاً -١٩ تشرين الثاني ٢٠١٣.
٣- حارة حريك: ٦ شهداء و٧٥ جريحاً -٢ كانون الثاني ٢٠١٤.
٤- برج البراجنة: ٤٣ شهيداً و٢٣٩ جريحاً -١٢ تشرين الثاني ٢٠١٥.
المجموع: ٩٣ شهيداً و٨١٠ جرحى.
المجموع العام: ٩٠٣ ضحايا بين شهيد وجريح.
ثانياً- لماذا طالبتم الدولة اللبنانية بالدخول الى الضاحية لحماية «حزب الله» من الارهابيين كما يسميهم سماحته؟
وبعد هذا كله ماذا حصل بالأمس القريب في برج البراجنة ومن اعتقل المحرّضين والمخططين؟ أليْس الجهاز الأمني الذي شكرته يا سماحة السيّد؟
كفى تخويف اللبنانيين بالإرهاب والتكفيريين، أرجع المقاتلين اللبنانيين الذين يشاركون في قتل الشعب السوري كرمى لعيون بشار الأسد.
أين مقام السيّدة زينب؟ وأين القلمون؟ وماذا عن حماة وحمص وحلب؟ وماذا عن درعا والجولان؟
الإرهاب صنعه النظام المجرم في سوريا الذي استمر يقتل ويعتقل آلاف الشباب من المتظاهرين العزّل المطالبين بالحرية والديموقراطية سلمياً لمدة ٦ أشهر وبشار يستعمل جميع الأسلحة الفتاكة من مدافع وصواريخ وبراميل متفجرة وأسلحة كيميائية لقتل شعبه.
من أخرج أبو بكر البغدادي وجماعته ١٠٠٠ عنصر من سجون سوريا من «فتح – الاسلام» وغيرها من المنظمات المتشددة دينياً؟
كذلك فعل نوري المالكي الذي أخرج من سجون بغداد والبصرة جميع عناصر المنظمات المتشددة دينياً؟
نعود الى لبنان ونقول لك بمحبة: حرام هؤلاء الشباب الذين تضحون بهم من أجل كذبة اسمها الارهاب والتكفيريون.
عندما يعود «حزب الله» حزباً لبنانياً ويهمه فقط تحرير لبنان فسيجد كل اللبنانيين معه.
أما اليوم فالقلوب تحزن على خسارة خيرة الشباب اللبناني الذين يسقطون من دون أي هدف.