IMLebanon

وبالشكر تدوم النِعَم

بعد معاناة عاشها الشعب اللبناني بكل شرائحه الإجتماعية أكثر من ثمانية أشهر، أقرّت ما يُسمّى زوراً حكومة المصلحة الوطنية في آخر جلسة عقدها مجلس الوزراء قبل حوالى الأسبوعين الخطة التي وضعها وزير الزراعة أكرم شهيّب بعد أقل من ثلاثة أسابيع لتكليفه من قبل المجلس لحل أزمة النفايات، وفي أقل من أسبوع على إقرار هذه الخطة تخلّص لبنان من هذه الآفة، واختفت جبال النفايات التي تحمل سموماً وأمراضاً مستعصية من شوارع العاصمة، وكل شوارع لبنان بنسبة كبيرة إذا لم تصبح بعد كاملة، ومع ذلك لم نسمع من الذين تظاهروا في الشوارع بإسم المجتمع المدني وتحت تسميات أخرى إخترعتها جهات حاقدة تحت عنوان الدفاع عن سلامة صحة المواطنين أي كلمة شكر للوزير شهيّب على كل الجهود التي بذلها للتخلص من هذه الآفة التي بات العالم المتحضّر يتندّر بها، ويضع الدولة اللبنانية في مصاف الدول الفاشلة ما دامت عاجزة حتى عن حلّ لأزمة نفاياتها.

الوزير شهيّب ليس بحاجة إلى شهادة من أحد ولا إلى كلمة شكر من المجتمع المدني ومن أحد من اللبنانيين الذين تضرّروا من هذه المأساة، لأنه قام بواجبه، وتحمّل بجدارة مسؤولياته الوطنية، ولم يتراجع رغم كل العراقيل والعقبات السياسية التي وضعت في وجهه، تحت عناوين مختلفة بإسم مصلحة المواطن، عن خطته التي وضعها من أول الطريق لإزالة النفايات وإراحة المجتمع من مضارها الكثيرة على الصحة العامة، ولم تُثنهِ الحملات المتعددة الأوجه، عن خطته التي كان يعرف أنها الحل ولا بديل عنها، وهي حملات استخدمت الطائفية والمذهبية فضلاً عن المناطقية في معظم الأحيان والسياسية في كل الأحيان، لاعتقادهم أنهم بمثل هذه الأساليب يجبرونه على التخلي عن هذه المهمة الصعبة، في حدّ ذاتها، وبتخليه تسقط الحكومة وتسقط معها كل المؤسسات الدستورية في الفراغ، وبذلك تتحقق كل أهدافهم أو معظمها، لكنه بصموده وصبره وإصراره ودعم رئيس الحكومة المطلق له أفسد خططهم كلها، وعادوا بعدما استفحل الأمر إلى التسليم بخطته التي وضعها حالما أوكلت إليه هذه المهمة، وأُنقذ البلد من أزمة كادت تطيح به، فلا الطائفية التي استخدموها تضرّرت ولا المذهبية تشظّت، وإنما حصل العكس تماماً بحيث أن الجميع ارتاحوا من هذه الأزمة، وأول من ارتاح هو الشعب اللبناني كونه كان هو ضحية سياسة المناكفات والكيديات والمصالح الشخصية التي استخدمت على أبعد مدى في هذا الملف الحياتي الحسّاس.

أخيراً لقد تخلّص البلد من هذه الأزمة بفضل صمود الوزير أكرم شهيّب، وإصراره على إيجاد حل لها، وأيضاً بفضل موقف رئيس الحكومة ودعمه المطلق له، وعاد لبنان بلداً نظيفاً من النفايات كغيره من دول العالم المتحضّر.