IMLebanon

شكراً لكم… ساهمتم، شاركتم وتقاسمتم فحوَّلتم لبنان مكباً للنفايات

شكراً لكم،

شكراً لكم لأنكم جعلتم صيفَنا وسِخاً بإهمالكم واستهتاركم.

شكراً لكم لأنكم ضيَّعتم علينا فرصةً جديدة ليكون بلدنا في مصاف الدول المتقدِّمة في مجال استقبال السياح والمغتربين.

شكراً لكم أيها القيمون على حاضرنا وحياتنا وسلامتنا.

شكراً لكلِّ من ساهم في كشفِ أنّنا نعيش فوق جبلٍ من النفايات.

شكراً لكم لأنكم عجزتم عن إيجاد مطمر فكيف ستعيدون بلداً؟

شكراً لكم لأنكم كنتم تعرفون أنَّ الأزمة آتية ولم تتحرَّكوا:

فإنتاج النفايات لن يتوقف، لكنَّ العقد مع مطمر الناعمة سيتوقف، فتصرَّفتم بعكس المنطق:

اعتقدتم بأنَّ إنتاج النفايات سيتوقف وبأن العقد مع مطمر الناعمة سيستمر، فوقعتم في المحظور وأوقعتم البلد في المعضلة.

شكراً لكم لأنكم تحترفون جمع الملفات والأزمات بدل احتراف جمع النفايات، فراكمتم المشاكل وغيَّبتم الحلول.

شكراً لكم لأنكم حوّلتم البلد إلى مغارة لا تنتج إلا النفايات، بعد أن كان ينتج الفلسفة والشرائع والأفكار.

شكراً لكم، لقد تسلمتم بلداً فحوَّلتموه إلى مكبٍّ للنفايات.

أليست مفارقة أنَّه لم يعد هناك خبرٌ سياسيٌّ في البلد؟

إذا قلَّب أيُّ مواطن صفحات الصحف أو نظر إلى شاشة التلفزيون أو شاشة الكمبيوتر، فهل يشاهد غير أكوام النفايات؟

إذا أدار المذياع فهل يسمع غير أخبار الكنس والجمع والنقل والمعالجة والطمر؟

في أيِّ بلدٍ نعيش؟

وفي أيِّ عصرٍ نحن؟

هل نحن في الزمن الذي يعيش فيه غيرنا؟

وهل نطبِّق فعلاً معايير الحياة؟

وهل نحن شعبٌ مطابق وبلدٌ مطابق وجمهورية مطابقة للمواصفات؟

الناس يئسوا من الخبراء والتحاليل والإختصاصيين والمنظِّرين.. كلُّ لبناني صار خبيراً في شؤون الجمع والمعالجة، هذا يتحدَّث عن أفضلية الفرز والطمر، وذاك يتحدَّث عن أفضلية الحرق، وآخر يتحدَّث عن أفضلية الحرق ثم الطمر. وفي ذروة التلهي بالتنظير تكون النفايات في حال ازدياد مضطرد، ولا من يعالج ولا من معالجة.

مع الإكثار من المناقشات، فالمؤكَّد هو أنَّ المسؤولية تقع على الحكومة مجتمعةً، معظم المكوِّنات المتناحرة موجودة في الحكومة، فلماذا لا يكون تناحرها على طاولة مجلس الوزراء؟

لماذا تنقل الكباش السياسيّ إلى الشارع؟

وما الحكمة في ذلك؟

لا بديل عن معالجة النفايات إلا معالجة النفايات، فهذه المسألة هي قدرٌ وليست خياراً، ويُخطئ مَن يعتقد بأنَّ الإرجاء ينفع، هنا، نظرية الوقت حلاَّل المشاكل، ليست في مكانها على الإطلاق فالوقت يراكم المشاكل إذا لم تكن هناك حلول.

مشكلة النفايات لا ينفع معها الوقت، ولا التسويف ولا التذاكي ولا التهريب الليلي في شاحنات كبيرة وصغيرة… العلم والقرار السريع غير المتسرع والإرادة وحدها طريقكم إلى الحل!!