كما تمت المرحلة الأولى من الاتفاق بين حزب الله والنصرة، والذي رعاه مدير عام الأمن العام اللواء ابراهيم عباس، بدأت امس المرحلة الثانية بالرعاية نفسها وستتم بنجاح تام كسابقاتها والتي تقضي بإنسحاب مسلحي النصرة الى ادلب بعد خروجهم من مخيمات وادي حميد والملاهي، لنقلهم وعائلاتهم بعد تجمعهم في سهل الرهوة في اتجاه وادي حميد، وسط اجراءات للجيش ومشاركة فاعلة للصليب الاحمر الدولي واللبناني والسوري واجراءات لوجستية اتخذها حزب الله لتسهيل منعطفات صعبة امام حافلات المسلحين وعوائلهم للتوجه من جرود عرسال الى فليطة، وتتناول المرحلة الثانية نقل المسلحين الى الاراضي السورية على خمس دفعات يتزامن كل منها مع اطلاق واحد من ثمانية عناصر لحزب الله، ويقدر عدد المسلحين وعوائلهم بنحو تسعة آلاف شخص حسب إعلام حزب الله.
والشكر كل الشكر في هذا الانجاز يبقى لـ «اللواء عباس ابراهيم» صاحب الباع الطويل في مثل هذه العمليات من مفاوضات اطلاق سراح العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى النصرة بعد ما كان أمسك بعناصر قيادية من هذا التنظيم الارهابي استطاع من خلالها الضغط على أبو مالك التلي لوقف عمليات الذبح التي طالت عدداً من العسكريين الشهداء وقبلها تجربة تحرير راهبات دير معلولا التي استأثرت باهتمام عالمي كبير سواء من قبل الفاتيكان او في عواصم القرار حيث تم تحرير العشرات من الراهبات قبل ان يصيبهم اي أذى، رغم الصعوبات اللوجستية والمادية التي عطلت المفاوضات أكثر من مرة.
وليس جديداً على اللواء ابراهيم ان يكلف من قبل الدولة اللبنانية بكل مسؤوليها وقياداتها السياسية والحزبية والروحية، لأنه اكتسب مبادراته الحكيمة للمديرية العامة للأمن في لبنان، وببعد رؤيته الاستراتيجية للأمن الاستباقي التي حققت نجاحات كبيرة، وفّرت على لبنان الكثير الكثير من الخضات بل من الكوارث الامنية بفضل هذا البعد وبركة توجيهاته لعناصر قوى الامن العام المولجة بمهمات الحفاظ على أمن البلاد والعباد.
وإذا كان لبنان بأسره يوجه الشكر الى اللواء عباس ابراهيم من منطلق انه يشكل رافعة لبنان الأمنية، فإنه مستمر في العمل على هذه القاعدة، لتأمين شبكة أمان متينة لا يمكن لأي طرف معادٍ مهما بلغت دقة خططه من اختراقها او المس بها، وتشهد له الانجازات الامنية التي تحققت على مدى السنوات الاربع وحتى الآن له على طول باعه ليس في المفاوضات الصعبة كتلك التي قام بها مع النصرة ومع داعش وغيرها من اجل الافراج عن العسكريين المحتجزين، ولا في الخطط الامنية الاستباقية التي حمت لبنان من شرور هؤلاء الارهابيين الذين عجزت دول كبرى عريقة في علم الامن الاستباقي كبريطانيا وفرنسا وحتى الولايات المتحدة الاميركية عن النجاه من شرور واهداف هؤلاء الارهابيين.
ان نجاح اللواء عباس ابراهيم في الوصول الى النتائج التي توصل اليها مع جبهة النصرة، وفّر على لبنان الكثير من الخسائر البشرية، وضمن له العيش بمنأى عن تلك الاحداث المؤلمة التي كان يمكن ان يقدم عليها اولئك الذين كانوا يتخذون من جرود عرسال ملاذاً آمناً لهم، وهذا ما يعترف له جميع المسؤولين وجميع القوى السياسية والحزبية والقيادات الروحية، فالشكر كل الشكر للواء ابراهيم على كل هذه الانجازات.