هناك إجماع عند اللبنانيين من دون أي استثناء، على شكر فخامة الرئيس ميشال عون بالنسبة لموضوع استقالة الرئيس سعد الحريري التي قدّمها عبر تلفزيون “العربية”.
منذ اللحظة الأولى كان كلام الرئيس ميشال عون واضحاً وصريحاً في رفض الاستقالة رفضاً قاطعاً، خصوصاً أنها جاءت من خارج لبنان، وهي المرة الأولى في تاريخ لبنان التي تقدّم بها استقالة رئيس حكومة عبر تلفزيون أولاً ومن خارج لبنان ثانياً…
بكل صراحة قال الرئيس إنّ الاستقالة مرفوضة بالنسبة لي، ولا يمكن أن أقبل بها قبل أن يعود الرئيس الحريري الى لبنان ومعه عائلته، ويأتي إليَّ ويقدّم الاستقالة لي، وبعدها يمكن أن أفكر فيها، ولكن حتى لو قبلت بها سأعود لتكليفه بتشكيل حكومة جديدة.
ويقول مقرّبون من الرئيسين عون وبري إنّ قضية استقالة الرئيس سعد الحريري بالطريقة التي حصلت قد جعلت الاتفاق مئة في المئة بين الرئيسين، وهذا يحدث لأوّل مرة، خصوصاً أنّ هناك خلافات في وجهات النظر بين الرئيسين، ولكن قضية الرئيس الحريري جمعتهما، حيث كان موقف الرئيس نبيه بري منذ اللحظة الأولى التي علم بها وقطع زيارته الى مصر وعاد الى لبنان ومباشرة الى القصر الجمهوري ليجتمع بالرئيس ميشال عون وعند باب القصر قال الرئيس بري: “الاستقالة مرفوضة قانونياً ودستورياً، ولا يمكن أن نقبل بها وعلى كل حال “بعد بكير بكير كتير” لنفكر ماذا سنفعل، لأننا ننتظر أن يعود الرئيس سعد الحريري ويبنى على الشيء مقتضاه.
لم يكتفِ الرئيس ميشال عون بالإجتماع بالسفراء، وقال للقائم بأعمال السفارة السعودية إنّه لن يقبل بالإستقالة إلاّ بعد أن يعود الرئيس سعد الحريري الى بيروت ومعه عائلته…
واجتمع الرئيس مع رؤساء الجمهورية السابقين ورؤساء الوزراء السابقين ومعظم الزعماء والقيادات والنواب والمرجعيات الدينية والاقتصادية والفعاليات في البلد، وكان كلامه واضحاً وصريحاً ومفاده أنّ “لا قبول للإستقالة قبل عودة الرئيس الحريري الى لبنان”…
لم يكتفِ أيضاً بهذا بل ومنذ لحظة الإعلان عن الإستقالة لم يهدأ ولم يكل، بل بقي كلامه منذ اللحظة الأولى واضحاً وصريحاً: “أريد عودة الرئيس الحريري الى لبنان”.
وقد علمنا من مصادر مقرّبة من القصر أنّ اجتماعاً حصل بين الرئيس عون وبين صهره وزير الخارجية جبران باسيل أطلع الرئيس جبران على كتاب فيه الاتفاقات الدولية لا سيما “اتفاقية ڤيينا”، التي ورد فيها أنه “يمنع منعاً باتاً التعرّض لرئيس جمهورية أو رئيس حكومة أو وزير خارجية دولة تحت طائلة عقوبات من الأمم المتحدة، التي تتدخل بالقوة لمحاسبة أي نظام يقوم بالإعتقال أو التعرّض لأحد من هؤلاء الذين ذكرنا”…
عوني الكعكي