Site icon IMLebanon

عن جدّ… شكراً

 

 

قبّح الله وجه الجاحدين الحاقدين. فهم لا يريدون الإعتراف بالفضل. كانوا يحتاجون هذا الدرس في الوفاء لتذكيرهم بالإنجازات في اليمن.. في سوريا.. في العراق.. في البحرين.. في أفغانستان.. في الهند.. وصولاً إلى فنزويلا..

 

قلبهم أعمى.. يريدون السيادة والحرّية والإستقلال.. ويتباكون على النعم والخيرات والإستقرار ومعدّلات النمو والإنفتاح والتسامح.

 

لا يفهمون أنّهم متاريس ليس إلا، إن بمواجهة أعداء المشروع.. أو بمواجهة بعضهم البعض حتى تتمكّن أدوات المشروع من العمل بثبات وصولاً الى أهدافها المقدّسة.

 

ويعترضون إن كانت السبل قد استوجبت وتستوجب وسوف تستوجب المزيد من التفجيرات والإغتيالات والقمع والإفقار والقضاء على الدول ومؤسّساتها، وتغيير الخرائط والديموغرافيا لمصلحة المِحور.. يجهلون أنّ البناء يتطلّب هدماً كاملاً شاملاً غير مشروط.. و”ما تّعبوا حالكم كتير.. بزيادة عليكم هالقدّ”.

 

يعني، علينا أن نعيد البناء من الصفر. ومن نِعم الله علينا أنّ المشروع نجح في مساعدتنا على الإنحدار إلى ما تحت الصفر.

 

وعليه، لا لزوم لهذه الحساسية المفرطة عندما تنطلق الخطوات الهدّامة بهذا الفيض من الحضارة والثقافة، وغير ذلك من المقوّمات الأخلاقية التي تنسجم مع الفطرة الإنسانية، في سبيل بلوغ العصر الذهبي المأمول، كما يراه المِحور.

 

أمّا نحن الذين لا نتقن إلا الخيانة والعمالة، فأيامنا معدودات. وعندما ننقرض، لن يبقى إلا هذا النموذج المشعّ بصوره العملاقة ونصبه المهيمنة على الرؤية والنفس. يجب ألا تعرف الأجيال التي ستبقى على هذه الأرض إلا المفاضلة بين “داعش” أو “المِحور” أو “البعبع الإستكباري”. والعمل حثيث لبلوغ هذه المرتبة. فالمعرفة التي حظينا بها ستصبح ترفاً غير متاحٍ لعامة الشعب، بعد القضاء على المدرسة والجامعة، ما يعني أنّ الأمّية بانتظار هذه الأمّة، وكذلك الإنغلاق والإنعزال.

 

فكلّ ما يجري يؤكّد أنّنا بإنتظار العتمة وتوقّف الإنترنت. وكلّنا نعرف أنّ الإنترنت هو ما خرَّب العقول وشجّع على الفجور الأخلاقي والسياسي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

 

لذا لا بدّ من القضاء على كلّ ما يفسد هذه الأجيال حتى تتمكّن الأمّة من الصمود. وما يعتبره الشيطان الأكبر تقدّماً وتطوّراً يراه المِحور وسيلة للعمالة والإنحراف، ويجب حظر استخدامه من قبل العامة، ووقفه على الخاصة الراسخين في العلم، واعتباره سلاحاً محظوراً على ضعاف القلوب الممكن تشويه عقولهم بأفكار عن الحرّية والسيادة والعلم.

 

فمن لا يسلّم أموره الى ما نبثّه من قيم دينية سنرسله الى جهنّم، أمّا من ينصاع ويقرّ ويعترف بأنّ هذا المِحور وليس “المِحور الآخر” هو من يملك مفاتيح الجنّة يدخل إليها من يشاء ويحرم منها من يشاء.

 

والأهمّ أن يتذكّر من لا تنفعه الذكرى أنّ التصريحات ليست إلا إشارة مباشرة إلى الواقع الذي لا غبار على واقعيته، ولا جديد فيها. فالصواريخ موجودة بناء على الإستراتيجية المرسومة. والعربة تسير على السكة.. و.. “نحن لدينا أفق.. والآخرون لا أفق لديهم..” لذا، وجب تعييرهم.. وتذكيرهم بمساعدة “المتفاهمين” أنّ “الاتراك سلخوا لنا جلدنا.. أما إيران فهي حتى تاريخه لم تسلخ لنا جلدنا”..

 

لذا، عن جدّ شكراً. “وإن شكرتم لأزيدكم”.. ولنا أن نتصوّر ما سيزيدنا المِحور وزوّدنا به من شعارات وعناوين وشموس وأقمار تشبعنا بعد عجزنا عن تأمين خبزنا كفاف يومنا.. فكيف بكرامتنا؟؟