IMLebanon

أن تمتلك المقاومة صواريخ «إيغلا أس»

في مطلع الشهر الثالث من العام 2010، عرض رئيس وحدة الابحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية يوسي بايدتس تقريرا امام لجنة الخارجية والامن في الكنيست يذكر فيه أن «حزب الله» تزود بصواريخ روسية الصنع مضادة للطائرات من طراز «ايغلا 9K338».

ويمكن القول إن قلق اسرائيل من امتلاك المقاومة اللبنانية صواريخ دفاع جوي محمولة على الكتف هو قلق مزمن. بعد عامين من تحرير الجنوب اللبناني في العام 2000، صدرت اولى الإشارات الى هذا القلق المفهوم ربطاً بقدرات هذا السلاح. وها هو أمير بوحبوط يعيد التذكير بمعنى امتلاك هذا السلاح، وذلك ضمن سلسلة مقالاته الخيرة في موقع «واللاه» العبري.

عند الحديث عن مواصفات «ايغلا أس»، تبرز النقاط الآتية:

ـ وزن الرأس الحربي: 2.5 كيلوغرام. وهو مزود بقطع معدنية مع صاعق ليزري (تقاربي تأخيري)، أي أنه ينفجر على بعد خمسة أمتار من الهدف، في أسوأ الأحوال، ما يضمن دائما سقوطها. والرأس المتفجر للصاروخ أصغر حجماً من رأس صواريخ «ستريلا» المعروفة، ولكنه أكثر فعالية، إذ إن متعقب الحرارة مصمم للتمييز بين الطائرات الحقيقية وأجسام اخرى قد تُستخدم لتضليل الصاروخ الحراري. يعمل المتعقب بغاز النيتروجين، وقد صُمم برنامجه الحاسوبي للعمل وفق نظامي توجيه: أشعة تحت الحمراء وأشعة فوق البنفسجية، ما يوفر دقة عالية في تعقب «بصمة» الطائرة وتجنب وسائل التضليل.

ويستخدم الصاروخ المجسات التي تعمل بالأشعة ما فوق البنفسجية لتمييز هدف حقيقي عن آخر وهمي (تضليلي)، كالقنابل المضيئة التي تلقيها بعض الطائرات في حال اكتشافها لصاروخ موجه نحوها. وقد تخطى «إيغلا أس» مسألة التضليل بوجود هذه المجسات التي تميز الهدف الحقيقي من الهدف الوهمي من خلال تحليل الحرارة المنبعثة منهما.

ـ في استطاعة الصاروخ إصابة طائرات استطلاع ومروحيات وطائرات مقاتلة (على علو منخفض نسبياً). يمكن إطلاقه من مسافات تصل حتى 6 كيلومترات، ويمكن استخدامه ضد أهداف يتراوح ارتفاعها ما بين عشرة أمتار و3500 متر. كما يمكن استخدامه في اعتراض الصواريخ، لذا تتنوع اساليب استخدامه بتنوع الاهداف: إسقاط طائرات، حماية منصات صاروخية بعيدة المدى…

ـ يعمل في جميع الأحوال الجوية، وهو مجهز بمعدات للإطلاق ليلاً.

ـ يصعب التشويش عليه من الاجهزة الالكترونية الاسرائيلية (مجسات رصد الحرارة)، حتى تلك الموجودة في مقاتلات «أف 16»، بل يوصف هذا الصاروخ؛ الذي لا مثيل له في الصناعة الغربية، بأنه «فائق المناعة» ضد التشويش.

ـ يتميز بضبط آلي (اوتوماتيكي) لزاوية ارتفاع الهدف، كما يتميز بخاصية تحديد الهدف يدوياً (في حالة نجاح عمليات التشويش)، أي يمكن للمقاتل ضبط الهدف وتوجيه الصاروخ اليه بشكل فردي في حال نجح سلاح الجو المستهدف بأي وسيلة من الوسائل بالتشويش على أنظمة الصاروخ (حالات معقدة).

ـ لا يحتاج «إيغلا أس» الى الكثير من التدريب (كما هو حال صواريخ الدفاع الجوي المحمولة، الأميركية الصنع)، ذلك أن نظام التقاط (تحديد) الهدف والإطلاق يعمل بشكل آلي (مع إمكان تعطيل الأمر يدوياً)، بعكس صواريخ «ستينغر» الاميركية التي تحتاج الى المهارة في الرمي.

ـ سرعة الصاروخ تصل الى 600 متر في الثانية، اذا كان يتجه مباشرة الى واجهة الهدف. اما في حال التعقب من خلف، فتصل سرعته الى 400 متر في الثانية.

ـ يستغرق الزمن بين تجهيز الصاروخ وإطلاقه 13 ثانية كحدٍ أقصى. اما التقنية التي تعمل بها هذه المنظومات، فتُعرف بعبارة «أطلق.. وانسَ»، إذ يمكن الانسحاب مباشرة من الموقع فور اطلاق الصاروخ الذي يتعقب الهدف تلقائياً، من خلال نظام التحكم الآلي الذي يوجه الصاروخ تبعاً لمسار الهدف، وذلك بتغيير اتجاه اجنحة القيادة الأمامية. يُعرف هذا النمط من التحكم بنظام التحكم المرتجع Feedback Control System.

ـ وزن الصاروخ مع القاذف 19 كلغ (وزن الصاروخ منفردا 12 كلغ).

في الخلاصة، في أي حرب مقبلة، ستخضع كل أذرع الجيش الاسرائيلي لمتطلبات سلاح البر أولا. على هذا الأساس، سيواكب سلاح الجو الإسرائيلي القوات البرية التي تتقدم على المحاور كافة، وبالتالي فإن استخدام المقاومة لمنظومة دفاع جوي كـ «إيغلا أس» ـ اذا كانت بحوزتها ـ في مواجهة سلاح الجو، يعني الى حد كبير تعطيل فعالية الإجراءات الجديدة وإخراج المروحيات وطائرات النقل والشحن العسكري وكل ما يدخل ضمن خانة طائرات «العين في السماء» (الاستطلاع والتجسس) من دائرة التفوق الاسرائيلي.