IMLebanon

هذا ما سيفعله جنبلاط

يشهد الاسبوع الفاصل عن الجلسة 46 لانتخاب رئيس مجموعة من المحطات السياسية المفصلية ذات الدلالات داخليا وخارجيا، بما تحتمل من تأويل وتحليل، بعد كلام امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله والذي رسم مسار ومصير العراقيل التي تعترض رحلة العماد باتجاه بعبدا .

فالرئيس سعد الحريري الذي قال كلمته ومشى الى الرياض في رحلة قد تكون من الاصعب عليه، فان عين التينة والاستراحة التي اخذتها الى جنيف لمدة 8 أيام لها دلالاتها السياسية، فيما تلمس الاشارات الخارجية من اميركية وخليجية جار على قدم وساق، في أعقاب موقف وزير الخارجية الأميركي جون كيري،  في ظل عدم وضوح الرؤية الاقليمية وتبيان الخيط الابيض من الاسود في ثلاثة مسارات مفصلية وحاسمة معركة حلب وموقعة الموصل والانتخابات الاميركية.

ووسط موجة التكهنات والتبصير والتنجيم حول مصير الجلسة الرئاسية السادسة والاربعين  ونتائجها ، كشفت مصادر سياسية متابعة عن ان الاشارات المتجمعة في الساعات الاخيرة توحي بعدم نضوج الطبخة الرئاسية، ولعل ابرز دلالات ذلك تأجيل كتلة النائب وليد جنبلاط قرارها الى الاسبوع المقبل، في موازاة تأجيل لقائه بالعماد عون بحجة وضعه الصحي، حيث اشارت اوساط متابعة الى ان بيك المختارة عدل في تكتيكه الانتخابي، بعد التشدد الذي لمسه من عين التينة، بعد الحديث عن قرار سابق بتوزيع اصوات كتلته اربعة لعون واربعة لفرنجية، برزت خلال الساعات الماضية معطيات جديدة اشارت الى ان اللقاء الديموقراطي سيصوت في الدورة الاولى لمرشحه هنري حلو، الذي ينسحب من المعركة، على ان يقترع النواب في الدورة الثانية بورقة بيضاء، بالتنسيق مع الرئيس بري ، انطلاقا من عدم رغبة المختارة باثارة عين التينة وكسر التحالف الاستراتيجي القائم بينهما، وصولا الى حد حسم جنبلاط لقراره بحسب مقربين منه بانه لن يشارك في حكومة يغيب عنها المكون الشيعي.

 خيار الرئيس سعد الحريري الذي اعاد خلط اوراق التحالفات والتفاهمات حوله، خصوصاً بين عين التينة وبيت الوسط، اجبر حزب الله على اعادة تموضعه بحسب مصادر متابعة لوصول عون، بعدما ابلغت مراجع عليا فيه الرابية بأنها غير معنية باي تفاهمات ثنائية ابرمها وان وفاءه بوعده ينتهي مع دخول الجنرال الى قصر بعبدا، وقبوله بسعد الحريري رئيسا مكلفا شرط ان يكون سقف خطابه كرئيس مكلف غير سقفه المعهود منذ اندلاع الازمة السورية وبداية هجومه على الحزب.

الشيخ سعد الذي كلف امين عام تياره احمد الحريري بالقيام بسلسلة جولات على المناطق لشرح اسباب الاستدارة الزرقاء، بعد النقمة الشعبية السنية التي خلفها «اعلان الاستسلام» من بيت الوسط، و«تحريض» بعض النواب ضد خياره المر، ابدت مصادره «نقزتها» من تحرك وزير العدل اللواء اشرف ريفي على الارض، متسائلة عن الجهة الخليجية التي تقوم بتمويل حركته، معتبرة ان الاخير غير قادر على قلب المعادلات والتسويات الا انه قادر على اضعاف العهد الجديد برأسيه التنفيذيين في حال نجح بتجييش الشارع الشمالي.

اما حزب الله الذي اعتمد سياسة الـ«لا موقف» منذ انفجار الازمة بين الحليفين، لم يعد متفرجا بعد كلام السيد نصر الله، اذ تشير القراءة الاولية وفقا للمصادر ان حارة حريك باشرت عمليا اتصالات بعيدا عن الاضواء منذ مساء الخميس مع عين التينة وبنشعي هدفها اقناع رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية بسحب ترشيحه الرئاسي والاضطلاع بوساطة بين العماد عون والرئيس نبيه بري لتليين موقف الاخير الرافض خيار الجنرال والمعترض على التفاهم الثنائي الذي قام بين الحريري والعماد عون ولم يأخذ الاطراف الآخرين في الاعتبار على حد تعبيره.

مهمة لا يحسد عليها، اذ يتعين عليه ايجاد صيغة ترضي الجنرال ولا تغضب الاستاذ، وفقا لمعادلة توصل الاول الى بعبدا وتنتقل مع الثاني الى المعارضة او اقناعه بالدخول الى الحكومة او الدخول اليها منفردا، في سابقة لن تكون سهلة على قطبي الثنائي الشيعي، فالخيارات غير سهلة مع اقتراب ساعة الحقيقة الرئاسية، حيث ضمان انتخاب العماد عون ونجاح عهده يفترضان من الحارة جهدا أكبر في بيت الثامن من آذار الداخلي.

المحسوم بعد الترشيح المستقبلي، ان جلسة 31 الجاري الرئاسية ستنعقد، ما دامت الاكثرية المقبولة لتأمين النصاب النيابي باتت متوافرة، لكن غير المؤكد انها ستنتج رئيسا، ذلك ان الساعات الثماني والاربعون التي تستبق جلسة الرئاسة حاسمة لجهة تقرير مصير هوية الرئيس العتيد، كما أظهرت كل المحطات الرئاسية اللبنانية حتى اليوم حيث كان بعض المرشحين ينام رئيسا ويستفيق من دون رئاسة، خصوصا ان الرئيس بري سيعود خلالها الى لبنان.