IMLebanon

هذا ما يريده الحريري من موسكو

مرة جديدة يطرق الرئيس سعد الحريري الباب الروسي سعياً الى فتح ثغرة في الشغور الرئاسي المتمادي في لبنان.

يلتقي اليوم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعدما كان التقى في الأول من نيسان الماضي الرئيس فلاديمير بوتين وطلب منه التدخّل لدى طهران من أجل تسهيل إنتخاب النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

تواصل بوتين مع الرئيس روحاني، وكذلك فعل لافروف مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وتباحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع معاون وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ، إلّا أن القيادة الروسية وصلت الى قناعة أن الباب الإيراني مقفل أمام الإستحقاق اللبناني، على أساس أن طهران لم تُبدِ إرتياحها للموقف الروسي بل إنها أصرّت على التمسك بترشيح العماد ميشال عون، فيما رأت موسكو في الطرح الإيراني ما يؤذي المسيحيين بدل إفادتهم، لأن لا توافق على عون في ذلك الوقت.

هذه المعطيات أبلغها بوغدانوف الى ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والى الرئيس الحريري، خلال زيارة قام بها مطلع حزيران الماضي الى مدينة كان في فرنسا. وكذلك أبلغ الروس موقفهم الى عدد من القيادات اللبنانية، في مقدمها العماد عون.

أما عناوين الموقف الروسي فيمكن تلخيصها بثلاث ثوابت هي:

1 – حرص على استقرار لبنان، وقلق من الأوضاع والمؤشرات التي تهدِّد هذا الإستقرار.

2 – ضرورة إنتخاب رئيس في أقرب وقت، لأن إطالة أمد الشغور في سدة الرئاسة ينعكس سلباً على استقرار لبنان ومصالح المسيحيين فيه، خصوصاً أن الرئيس اللبناني هو الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق الأوسط.

3 – ضرورة إنتخاب رئيس توافقي، والنزول الى مجلس النواب لتأمين النصاب وإنجاز الإستحقاق الرئاسي أياً تكن أسماء المرشحين، لأن الزمن ليس زمن ترف سياسي، خصوصاً أن المسيحيين في سوريا والعراق يتعرضون لتهديدات وجودية دفعت أعداداً كبيرة منهم الى الهجرة.

اليوم، يعود الحريري الى موسكو بمعطيات جديدة. حصلت عملية خلط أوراق لا يستهان بها. نال العماد عون تأييد الدكتور سمير جعجع، وتوافق مع الحريري على تبنّي ترشيحه.

يريد الحريري، خلال زيارة لا تتعدّى الساعات، من لافروف معاودة التوسط لدى القيادة الإيرانية، واذا اقتنعت الدبلوماسية الروسية بلعب هذا الدور ونجحت في تغيير الموقف الإيراني المتريث في انتظار إنتهاء الإنتخابات الرئاسية الأميركية، يفوز الحريري برهانه الرئاسي المتجدّد على عون.

غير أن الأجواء في العاصمة الروسية لا تشي بجديد في المعطيات الدولية والإقليمية يمكن أن يلاقي الجديد في المعطيات المحلية، ويذكّر دبلوماسيون في موسكو أن جهوداً حثيثة بذلتها القيادة الروسية مع قيادات لبنانية وعواصم إقليمية على مدى أكثر من سنتين، لكن كل المحاولات لم تصل الى نتيجة.