IMLebanon

الذكرى الـ 10 لاغتيال الحريري «المشهد لم يعد يُشبه نفسه» على الأمانة العامّة «بلع الموس» وكتم غيظها

كان كافياً ان يطلق خالد الضاهر هجومه على المقامات المسيحية ليصيب المسيحيين عموماً بالذهول وليؤدي الى احباط اضافي لدى القيادات المسيحية في فريق 14 آذار التي استاءت من التصريح الهمجي لنائب المستقبل الذي لا يزيد على همومها التي انطلقت مع بداية الحوار بين المستقبل وحزب الله إلا هماً إضافياً يزاد على التراكمات والتأزيم تقول مصادر متابعة، الذي يمر به هؤلاء مؤخراً خصوصاً ان هؤلاء او الجزء الاكبر منهم متضرر من الحوار المستجد تحت عنوان الضرورة وبعضهم ذهب في حربه وخصومته مع حزب الله الى ابعد ما وصل سعد الحريري بكثير، وبالتالي فان انعطافة الأخير تجاه حزب الله تؤذيهم في الصميم.

وكان كافياً ايضاً ان يشعر هؤلاء ايضاً ان ذكرى اغتيال رفيق الحريري هذا العام لا تشبه نفسها ابداً، بحسب المصادر، بعد المتغيرات وتبدل مجرى الاحداث السياسية والداخلية اللبنانية التي فرضها دخول عامل داعش الارهابي على المعادلة اللبنانية.

ففي الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري سيجتمع الآذاريون انفسهم في «البيال» الذين اعتادوا إحياء الذكرى، الوجوه نفسها وجمهور النخبة الاذارية نفسه ولكن بمفارقات كثيرة تطبع الذكرى هذا العام وفي مشهد تبدل كثيراً عن اي يوم آخر لدى فريق ثورة الأرز، حيث سيكون الخطباء ان توفروا الى جانب الكلمة الرئيسية لسعد الحريري وهم على الأرجح من خرجي مؤسسة الحريري ملتزمون بضبط الانفعالات بناء على توجهات الحريري الإبن نفسه. فمشهد التشنج الذي سيغيب للمرة الأولى سيحل محله كما تؤكد المصادر مشهد الحوار الذي يسير بخطى ثابتة بين المستقبل وحزب الله.

بالمؤكد فان سعد الحريري سيكون مضطراً كما تقول المصادر الى الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن بعض الاحداث والتفاصيل، سيتناول مسألة الحوار مع حزب الله لكنه لن يذهب بعيداً في استثار العواطف مع البقاء على موقفه من المشاركة وقتال حزب الله في سوريا، الموقف نفسه الذي يكرره فريقه السياسي الذي يلتقي بممثلي حزب الله ورئيس المجلس النيابي، ولكن الحريري لن يخوض المعركة بالقوة ذاتها التي غلبت على المناسبة والتي كانت تحتمها التطورات والاحداث آنذاك لشد عصب 14 آذار بعد انتكاسة خروج جنبلاط منها او الابعاد عن الحكم والسلطة في السنوات الماضية.

يدرك الحريري تضيف المصادر، الذي يتولى شخصياً الإشراف على التفاصيل ان احدا من الخطباء المعتادين على منبر 14 آذار لن يكون قادراً على انجاز المهمة التي يريد لذلك تم إقصاء واستبعاد بعض الخطابات لعدم تعكير اجواء الحوار بين حزب الله والمستقبل، فالحريري قرر ان ما قبل الحوار ليس كما بعده وهو عندما قرر ان يجلس الى الطاولة مع حزب الله كان مدركاً للتضحيات والتنازلات التي هو في صدد ارتكابها خصوصاً ان الافتراض وفق المحكمة الدولية وما تسيقه اتهاماتها ان حزب الله متهم باغتيال والده، ولكن الحريري الابن كما تقول المصادر لا يريد ان يفسد الحوار مع حزب الله مغلباً المصلحة الوطنية فوق اي اعتبار، ولا يريد ان ينسف جسور الحوار التي بناها لإقامة سد منيع في مواجهة تمدد «داعش» التي تنتشر على السلسة الشرقية مهددة امن لبنان بكل طوائفه والسنة كما الشيعة والمسيحيين بدون تمييز او استثناء، فحكم الشريعة بالقتل والتصفية والاعدام بقطع الرؤوس والرجم بالحجارة والحرق التي تنفذه الدولة الإسلامية المزعومة يطال المسلمين الذين يقفون ضدها ومن لا يعتمد خياراتها ويسير وفق شريعتها السوداء، وبالتالي فان سعد الحريري يبدو كما تقول المصادر بدأ يستشعر خطر الاصوليات السنية استناداً الى تجربة أحمد الاسير التي ارتدت على جمهوره وسنيته المعتدلة او ما جرى في سياسة المحاور في طرابلس التي تبين انها تغطي اخطر الارهابيين والمجرمين والانتحاريين.

وإذا كانت الذكرى تحت عنوان «مئة والف سنة مكملين» فمن عنوانها يفهم بحسب المصادر، عدم التخلي عن قضية رفيق الحريري ومبادىء ثورة الارز وتعبيراً عن وفاء جمهور الحريري له، فان ذلك لا يلغي الطابع الاهم وما يريده سعد الحريري في هذا المرحلة كأولوية في مواجهة الخطر التكفيري المتربص بالحدود اللبنانية ومن خلال الخلايا النائمة في المناطق. وهذا التساهل او التغيير في الاستراتيجية وفقاً للظروف والاحداث لا يعني ان حزب الله او ممثلي التيار الوطني الحر سيكونون من المشاركين في الاحتفال رغم اللقاءات الثنائية بين الرابية ومعراب من جهة وبين المستقبل وحزب الله، فزعيم المستقبل الذي يمكنه ان يغير مسار سفينته وفقاً للرياح التي ستضربها فيما لو سلكت طريق العواصف سيفرض ايقاع وما يريده في الذكرى، وسيكون على الامانة العامة لـ14 آذار ان «تبلع الموس» وان تكتم غيظها لأن زعيم المستقبل الذي انب خالد الضاهر واستاء من فلتاته لا يرغب بما يعكر عليه خططه في مواجهة الاخطار الكثيرة التي تهدد الكيان اللبناني.