لا تسعف المعطيات لتكهن خلاصة المؤتمر العام الرابع عشر لحركة أمل، الذي ينعقد اليوم وغداً في قاعة ثانوية حسن قصير في بيروت، بمشاركة 650 من أعضاء المؤسسات الرئيسية في «الحركة» كهيئة الرئاسة والمكتب السياسي ومسؤولي الأقاليم والمناطق والمجلس الاستشاري. بهذا المؤتمر، تتعلق أنظار آلاف المنتسبين إلى الحركة التي دخلت عامها الرابع والأربعين. يخشون بأن تهرم باكراً في ظل الجمود التنظيمي والسياسي الذي تشهده، إضافة إلى الخلافات الجانبية بين بعض قياداتها.
في الأيام الأخيرة، سرت بين الحركيين إشاعات زعمت بأن المؤتمر المنتظر منذ ثلاث سنوات لن يحمل تغييرات فعلية، باستثناء ما يفرضه النظام الداخلي. وهذا يسري على حالة رئيس الهيئة التنفيذية محمد نصرالله الذي صار نائباً عن البقاع الغربي في الانتخابات الأخيرة. وعليه، فإن المعطيات تتحدث عن تغيير حتمي لـ«أبو جعفر». لكن لمصلحة من؟ أبرز المرشحين لخلافته هم مصطفى فوعاني مسؤول إقليم «أمل» في البقاع وعلي إسماعيل مسؤول إقليم جبل عامل ومحمد غزال سلف إسماعيل وعضو المكتب السياسي حسن قبلان. فيما انعدم الحديث عن احتمال استقالة الرئيس نبيه بري وتسليم رئاسة «أمل» إلى «أحد الثقات». حاجة «الأخ الرئيس» للراحة بعد 38 عاماً، مضطر إلى تأجيلها ثلاث سنوات إضافية. إذ إن «أمل» ليست بخير وكثير من حركييها لا يتقبلون فكرة رئيس سواه.
يحبس المشاركون في المؤتمر أنفاسهم بانتظار خطاب بري تجاههم. على المنبر والهواء مباشرة، لم يتوان في عيد كشافة الرسالة الإسلامية الشهر الفائت عن مصارحة كشفييها ومن خلفهم عموم الحركيين بأنهم «تخلوا عن حضورهم وأدوارهم وبعض التزاماتهم وتاريخ الجمعية كان يجب أن يترك بصمة مميزة أكثر في صناديق الانتخابات». فماذا عساه يقول لهم بعيداً من الأضواء؟ هل يمكنه تحميل عناصره وحدهم الحالة الشعبية والتنظيمية التي وصلت إليها الحركة؟
تحت شعار «عقيدة وثبات»، يجتمع بين يدي بري اليوم وغداً تنظيم يشاع بأنه أصبح بمنازل كثيرة. جماعة هذا القيادي وجناح ذلك النائب. أقر بري بوجود تجاذبات دعا الحركيين للابتعاد عنها، لكنهم لم يبتعدوا. وعلى رغم نتيجة الانتخابات التي أظهرت تراجع الحركة شعبياً في الكثير من «معاقلها»، تكتفي مصادر حركية بالإجابة: «انظروا إلى الحشد الهائل الذي شارك في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر في بعلبك في 31 آب الماضي وتعرفون قيمة أمل».