لم أقرّر بعد ماذا سأفعل في السنة الجديدة. تأخرت ثلاثة أيام بداعي التفكير.
لو كنت مدخّناً لتوقفت عن التدخين.
لو كنت مبذّراً لشددت الأحزمة.
لو كنت سميناً لعاقبت نفسي بسلطات الخضار سبعة أيام في الأسبوع.
لو كنتُ معدماً لهان أمر التخسيس.
لو كنت مقامراً، لوضعت الفيشة الأخيرة قبل ثلاثة أيام على الرقم 6.
لو كنت لاعب كرة سلة تتقاتل الأندية للتعاقد معي لاعتزلت وأنا في قمة العطاء تاركاً الفرصة لمن هم أصغر مني بقليل.
لو كانت ثروة جيف بيزوس لي لاشتريت ثلثاً معطّلاً على الأقل.
لو امتلكت صبراً ونفساً طويلاً لكتبت عن صهر العهد الملحمي أطروحة دكتوراه.
لو كنت أعز أصدقاء عيلة جوني واكر، لتخلّيت عنها طوعاً على مشارف الـ 2022.
لو وجدت ممولاً، لأسست مطعماً وأسبغت على نفسي لقب شاهنشاه الطهاة، فما تبقّى لي في المصرف، بعد مسلسل الـ “هير كات” لا يكفي لإعداد طبق ملوخية بموزات الغنم والدجاج.
لو كنتُ صفراً لقررتُ هذه السنة إنجاب خمسة أصفار وأضفتها إلى صفري المائة دولار، الورقة الخضراء التي بتّ أحبها أكثر من صديقتي مونيكا بيلوتشي.
لو كنت حليق الذقن لقررت إطلاق لحيتي هذه السنة. ولو كنت ملتحياً لنعّمت ذقني. إجراءٌ بهدف التغيير. التغيير أولاً يليه الإصلاح، فالتدقيق الجنائي فضمان الشيخوخة.
لم أقرّر ما سأفعله هذه السنة بانتظار ما سيفعله القابضون على مقاليد السلطة وعلى رقاب المواطنين.
هل أجهز باسبوري وألحق بالثمانين ألفاً الذين فرّوا من جهنّم إلى كندا والخليج العربي وأوروبا وأفريقيا؟ أم أبقى هنا أتابع معارك بناء دولة نموذجية للعجائز؟
هل أقصد السوبر ماركت القريب من منزلي وأبتاع مخزونه الاستراتيجي من المعكرونة والباستا؟
هل أتظاهر أمام قصر عين التينة مع شبيبة “الحركة” بهدف الضغط على “الإستيذ” كي يستمر بتحمّل مسؤولياته التاريخية؟
هل أتابع الإنفاق غير المجدي على الجهاد الزراعي؟ أو أفلح البلكون هذه السنة على سكة واحدة؟
لأول مرة لا أستطيع أن أتخذ قرارات حاسمة.
لو أن اسمي بالهوية “ميشال” ورتبتي “عماد” لأوقفت المعارك الإصلاحية الكبرى وأقدمت على اتخاذ خيار طوعي، كأن أمضي بقية عمري في جزيرة سانت هيلينا التي تبعُد أكثر من 2,000 كيلومتر من أقرب قطعة أرض يابسة. بدّو ياني جبران يحكيني “فيديو فون”.