بعد ربع قرن على وفاة الرئيس عادل عسيران، تلقى نجله علي برقية من السماء، جاء فيها:» إبني الحبيب، أعرف انك مقتصد جداً في الكلام، لكن أود أن أعرف منك من سيضع إكليلاً على ضريحي الكائن في صيدا، جبانة البوابة الفوقا؟ وطمّني صرت رئيس مجلس نواب أو لم تزل نائباً مثلما تركتك؟ وهل لا يزال رئيس الجمهورية يرعى احتفالات الإستقلال ويقيم استقبالاً كل 22 تشرين الثاني في بعبدا؟ انتبه لحالك علّوش»
رد علي على برقية والده برسالة وجدانية أودعها مكتب الـ «ليبان بوست» بحارة صيدا جاء فيها: «أبي الغالي، غداً في العاشرة صباحاً سيضع وزير المال يوسف خليل إكليلاً على ضريحك، كما سيضع الوزراء أكاليل على أضرحة رجالات الاستقلال وأنت آخرهم. عذراً أبي نسيت الشيخ رفيق الحريري. بالنسبة إلى يوسف، انه إنسان آدمي بلا زغرة. تكنوقراط. قليل الكلام مثلي.
Pape
بوجود الرئيس الأب المقاوم المؤمن والمؤتمن على المصير القائد نبيه بري على رأس السلطة الإشتراعية ورأس أمل ورأسنا، الحلم بخلافته مستحيل. لم أزل نائباً. وماذا تريدني أن أفعل غير ذلك؟ أأعطي دروسا خصوصية باللغة الإنكليزية؟
بالنسبة إلى السؤال الثاني: سنة إيه سنة لأ يرعى رئيس الجمهورية إحتفالات الاستقلال. وأحياناً سنتان لأ سنة إيه. تغير البلد. لا أريد أن أشغل بالك. أخشى ما أخشاه أن يكلّف أحدنا السنة المقبلة بوضع إكليل على ضريح لبنان».
الشيخ ميشال الخوري بدوره تلقى برقية من والده الشيخ بشارة، وصلت إليه عبر موظف من «ليبان بوست» سأل فيها رجل الإستقلال الأول إبنه عن الميثاق والعيش المشترك وأوصاه فيها على عدم معاداة ولاد شمعون. أجاب الشيخ ميشال على برقية الوالد بسؤال: «شو يعني الميثاق؟» وكي لا يشغل باله أكثر طمأنه» مبارح كنت عم ألعب تنس مع دوري».
وإلى الشيخ أمين أبرق الشيخ بيار «أمّون حبيبي كل استقلال وإنتو بخير بيسلّم عليك عمّو صائب وعمو حميد نحن في أفضل حال هنا بالجنة أنتم كيف؟». فجاوبه رئيس الجمهورية السابق: «نحن بجهنّم ومدبرين حالنا وشكرا لك أبي على المعايدة. ما كان في لزوم».
المير مجيد دق لفيصل لم يرد أحد. عاود الكرّة من دون نتيجة. دق فيديو كول لطلال، وشاهده وقد صار شاباً يعتمر كوفيته ويرتدي سرواله ويحمل عصاه وقاعداً تحت صورته في قصر خلدة. ضحك المير مجيد في سمائه. ضحك كثيراً. ولم يتمكن من قول شيء في مناسبة العيد الثمانين لاستقلال لبنان.