IMLebanon

هاوية قطر  وتفاصيل التواطؤ الهدام مع تركيا

المنطقة على فوهة بركان بسبب الممارسات التي تقوم بها دولة قطر، والتي حدت بدول مؤثرة، خليجية وغير خليجية، إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات وإلى إصدار بيان مشترك، في ضوء التزامها بمحاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله ومكافحة الفكر المتطرف، يؤكد ارتباط دولة قطر ب 59 فرداً و12 كياناً مدرجين في قوائم الإرهاب المحظورة.

في الموازاة، حذَّر محللون ومراقبون من خطورة إعلان تحالف جديد يضم قطر وإيران وتركيا، واعتبروا أنَّ قطر تسعى لتشكيل محور للشر.

يأتي هذا التحذير في وقت صادق البرلمان التركي هذا الاسبوع على نشر قوات تركية يبلغ عددها 5000 جندي في قاعدة تركية في قطر.

قطر وتركيا في غاية الإستعجال: الاربعاء، أقر البرلمان التركي مشروع القانون، الخميس صادق عليه أردوغان، الجمعة تم نشره في الجريدة الرسمية لتكتمل بذلك العملية التشريعية تمهيدًا للبدء بالتنفيذ.

كما صدق أردوغان على اتفاق آخر بين تركيا وقطر يتعلق بالتعاون في مجال التدريب العسكري.

***

ما جرى ينفض الغبار عن اتفاقية التعاون الأمني الموقعة في 25 كانون أول 2001، بين وزارتي داخلية تركيا وقطر. أي منذ سبعة عشر عامًا، وقد أحيتها قطر في مواجهة الاشقاء الخليجيين.

وكإثباتٍ على التواطؤ القطري – التركي، فإن تركيا مهَّدت لهذا التدخل عبر مواقع التواصل الإجتماعي، فأطلقت هاشتاغ على تويتر يقول قطر ليست وحدها، وعلى الرغم من أن الهاشتاغ باللغة التركية إلا أن كثيرا من المغردين أبدوا دعمهم باللغتين العربية والانكليزية. ما يدل على حجم التواطؤ.

في المقابل جاء الرد من السعودية عبر تويتر أيضًا من خلال هاشتاغ يدعو إلى مقاطعة المنتجات التركية، وحصد هذا الهاشتاغ مئة ألف تغريدة في ساعات معدودة.

***

ولا يقتصر الاهتمام التحليل على عقول في المنطقة، بل إنَّ الغرب لديه القراءة المشابهة:

تقرير لمجلة فورين أفيرز الأميركية يعتبر أنَّ الموقف التصعيدي لأمير قطر لا يعطيه سوى خيارين من أجل التعامل مع العزلة التي فرضت عليه بسبب سياسات بلاده.

الخيار الأول هو قبول الأمير بالمطالب والشروط الخليجية والعربية، من أجل عودة العلاقات إلى سابق عهدها.

أما الخيار الثاني والذي لن يقلَّ صعوبة، فهو أن يعقد الأمير تميم تحالفاً مع إيران.

لكنَّ الثمن الذي سيدفعه لقاء ذلك، بحسب المجلة، سيكون مكلفاً لبلاده من حيث الخروج من مجلس التعاون الخليجي واستحالة العودة إليه مجدداً.

***

لكن يبدو أنَّ قطر قد حسمت خيارها الإنتحاري بإعلانها أنَّها لن تغيّر من سياساتها، في تحالفها مع إيران ودعمها لتنظيمات إرهابية، وعلى رأسها الإخوان وحماس، لزعزعة استقرار المنطقة.

حيال هذه السياسة، بدأت الأثمان تتراكم:

التصنيف الإئتماني لقطر انخفض بحسب وكالة ستاندرد آند بورز العالمية، من مستوى AA إلى مستوى – AA ، ووضعتها على قائمة المراقبة ذات التداعيات السلبية.

تزامن ذلك مع انخفاض سعر صرف الريال القطري مقابل الدولار إلى أدنى مستوى له خلال 11 عاماً، ومع تراجع كبير شهدته سوق المال القطرية.

***

هل تدرِك قطر أية هاوية تنتظرها إذا استمرت في سياسة الهروب إلى الأمام؟