Site icon IMLebanon

الأزمات المتراكمة  ودوامة الرئيس سلام

حمد لله، كل المواقف أصبحت واضحة ومكشوفة، ولم يعد هناك من التباس في أيٍّ منها، وعدم الإلتباس هذا يفتح الطريق أمام المستقبل، والمستقبل ليس بالضرورة أن يكون مشرقاً، بل في أحوالنا اللبنانية هو مستقبلٌ غير واعد، وللأسف الشديد.

***

إذا وضعنا ما هو سلبي من ملفات، في كفة ميزان، مقابل ما هو إيجابي من معالجات، في كفة أخرى من الميزان، فإننا سنجد أنَّ ما هو سلبي أثقل بكثير وأكثر بكثير مما هو إيجابي.

منذ شهور عدة، لم ينعم اللبنانيون بإيجابية معالجة ملف واحد وفق ما تقتضيه الأصول، وإذا تمت المعالجة فإنها تكون منقوصة ومشوّهة ومبتورة ومجتزأة. أكبر دليل على ذلك الملفات الآتية:

ملف النفايات، ويبدو أنَّ التشوهات ضربت المعالجات بمعنى أنّنا سنشهد مشاكل شبه يومية في هذه المعالجة وآخرها الإشتباك الذي حصل بين حرس سوكلين وبعض العاملين فيها وبين ناشطين من المجتمع المدني. ربما آن الأوان للحكومة أن تعتبر أنَّ سوكلين لم تعد مرغوبة، وأنّه لا بد من التفتيش عن معالجات من خارج هذه الشركة التي ستمثل بعد أقل من عشرين يوماً أمام القضاء.

ملف القمح المسرطن:

هذا يقول هناك قمح مسرطن. هذا ينفي. آخر يؤيد وينفي في آن واحد، فمَن نُصدّق في هذه الحال؟

وكيف يتعاطى الشعب اللبناني مع ما أُعلِن؟

***

ما هو ملفت للنظر أنَّ الشعب اللبناني لم يعد يثق بأكثر وزرائه، لا من قريب ولا من بعيد، فحين اندلعت فضيحة القمح المسرطن لم يتأثر اللبنانيون كثيراً ولم تتأثر حركة الأفران، هذا يؤشر إلى أنَّ الوزراء باتوا خارج تصنيف الثقة عند الناس، وهذا عائدٌ إلى أنَّ ملف القمح يُثار موسمياً، ويهبط ويصعد من دون أيِّ معايير صحية وعلمية، وحتى من دون أيِّ اعتبار للسلامة العامة، فمَن اعتبروا أنَّ القمح الموزّع في الأسواق بعضه مسرطن، ما هي الإجراءات التي اتخذوها لسحب هذه المواد غير المطابقة من الأسواق؟

***

ثم هناك ملف قديم جديد، هو ملف الإنترنت غير الشرعي، إنَّ هذا الملف أُدخِل في دهاليز قد لا توصله إلى النهايات التي يجب أن يصل إليها، وهذا عائد إلى شبكة وتشابك المصالح التي دخلت على خط هذا الملف.

***

من خلال كل ما تقدّم، يُطرح السؤال الكبير:

هل رئيس الحكومة تمام سلام مُدرِكٌ لأبعاد ومخاطر هذه الملفات؟

قد يكون مدركاً لها لكنه غير قادر على معالجتها، إنَّه يدير أزمة ويداوم في خضّمها، ولم يبرهن يوماً القدرة، سواء دولته أو حكومته، على بصيص من إيجابية بأي ملف من الملفات المتراكمة منذ تسلمه وزارته العتيدة.