Site icon IMLebanon

عدوان «إسرائيل» على جنين يضع المنطقة أمام أكثر من سيناريو خطير

 

 

إن ما يجري في جنين لم يكن مفاجئاً، في ضوء سلسلة اعتداءات إسرائيلية على لبنان في مزارع شبعا وفي سوريا عبر الغارات الأخيرة. والسؤال المطروح بالدرجة الأولى يتناول أسباب العدوان الإسرائيلي في أكثر من جبهة، خصوصاً لجهة محاولة «إسرائيل» ضرب مناخات التوافق في المنطقة على المستوى الإقليمي، وفق أوساط فلسطينية مسؤولة، اذ أكدت أن «إسرائيل» متضررة من التفاهم الإقليمي وتسعى لخربطة الوضع . كذلك كشفت هذه الأوساط، أن الحكومة «الإسرائيلية» الحالية، هي من أكثر الحكومات تطرفاً وإرهاباً ، وتعمل على تنفيذ برنامج يقضي بنسف كل أسس الدولة الفلسطينية، من خلال استيطان مليون «إسرائيلي» في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد باشرت بالعمل ميدانياً على نزع الفلسطينيين من أراضيهم عبر عدوانها واجتياحها لمخيم جنين.

 

وبالتالي، رأت الأوساط أن «إسرائيل» تسعى للإفادة من الوقت الضائع في المنطقة والإنشغال الدولي بالحرب في أوكرانيا، لذا تقوم بأعمال عسكرية يتمّ استثمارها لاحقاً، من أجل تحقيق أهدافٍ يسعى إليها بالدرجة الأولى بنيامين نتنياهو.

 

أمّا بالنسبة لمدى انعكاس العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين على الجبهة الجنوبية اللبنانية، فإن الأوساط تكشف عن وجود تفاهم وتنسيق بين السلطة المركزية والجيش اللبناني، وهذا أمر يحصل في كل مرحلة دقيقة على المستوى الأمني، وعند أي استحقاق، لذلك فإن ما يجري في فلسطين، لن يزيد من حجم المخاوف على الساحة الجنوبية لجهة تنفيذ عمليات امنية من قبل أطراف فلسطينية من لبنان. وفي هذا السياق، أكدت الأوساط على حصول التواصل وبشكلٍ يومي، بالتوازي مع مواكبة سياسية وأمنية، من أجل قطع الطريق على اي جهة قد تبادر إلى الإستثمار أمنياً في ظل الظروف الحالية.

 

ومن جهةٍ أخرى، تحدثت الأوساط نفسها عن تسجيل حركة استنفار واسعة على الحدود الجنوبية مع فلسطين، وتحديداً من قبل مسؤولي الفصائل في المخيمات، خصوصاً في مخيم عين الحلوة، من أجل عدم توريط هذه المخيمات في أي مغامرة، قد تنعكس سلباً على العلاقات اللبنانية – الفلسطينية، علماً أن الوضع اللبناني لا يحتمل في هذه الظروف أي خضات أو مغامرات جديدة.

 

ومن هنا، خلصت الأوساط الفلسطينية إلى الإشارة إلى أن التواصل والتنسيق تفاعل في الساعات الماضية، وشددت على عدم وجود أي مخاوف من أن يستثمر أي طرف فلسطيني ما يحصل من عدوان إسرائيلي واعتداءات في شبعا أو في جنين، لأن الوضع الأمني في المخيمات ممسوك، وهناك مراقبة ميدانية من قبل مسؤولي الفصائل الفلسطينية، خصوصاً وأن ما تقوم به «إسرائيل» في جنين اليوم هو عمل كبير، وبالتالي قد يتطور في المرحلة المقبلة. ومن الطبيعي، رأت الأوساط أن تنشط المساعي الدولية من اجل وقف إطلاق النار وعدم اتساع رقعة العدوان الإسرائيلي، ما يجعل من اللعبة مفتوحة على أكثر من سيناريو .