Site icon IMLebanon

ما دام الإتفاق على الرئيس المقبل مؤجّلاً إلى ما بعد الحوار المسيحي – المسيحي

ما دام الإتفاق على الرئيس المقبل مؤجّلاً إلى ما بعد الحوار المسيحي – المسيحي

الجولة الحوارية الثالثة بين «المستقبل» و«حزب الله» تصطدم بعقدة «سرايا المقاومة»

الرهان على تخطي عقدة مصير سرايا المقاومة كالرهان على إقناع حزب الله بالخروج من سوريا أو التخلي عن سلاح المقاومة..

تنعقد يوم الجمعة المقبل جولة الحوار الثالثة بين تيّار المستقبل، وسط تباين آراء الفريقين عن النتائج التي يمكن أن يسفر عنها هذا الحوار الذي انفتح بعد أكثر من أربع سنوات من الاشتباك السياسي بين الفريقين ذلك أن أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله يعول كثيراً على هذا الحوار، وفي أن يحقق نتائج إيجابية ليس على مستوى تنفيس الاحتقان الذي بدأت مفاعيله على ارض الواقع بتبدل الخطاب السياسي بعد الاجتماع الأوّل وإنما على مستويات أخرى، تتعلق بالاستحقاق الرئاسي العالق منذ حوالى ثمانية أشهر بسبب التجاذب الحاصل بين التيار والحزب حول مواصفات الرئيس المقبل الذي سيملأ الشغور في رئاسة الجمهورية وينهي حالة شد الحبال بين الفريقين والتي أدت الى استمرار الشغور وحسب وإنما إلى تعطيل آلبلاد واصابته باشتراكات مرضية كثيرة، ليس أقلها تراجع الوضع الاقتصادي في العام المنصرم الى أدنى مستوياته فضلاً عن أزمة النزوح السوري، التي تفوق قدرة لبنان على تحملها في ظل غياب المساعدات العربية والدولية التي وعد لبنان بالحصول عليها لمواجهة هذه الأزمة التي تجاوزت كل الحدود.

وبالاضافة إلى عقدة الاتفاق على مواصفات الرئيس المقبل، لا يزال حزب الله متمسكاً بالعماد عون كمرشح وحيد لرئاسة الجمهورية ويرفض البحث عن بديل ما يعني أن المتحاورين لن يتمكنوا مهما طال الحوار أو قصر من الوصول إلى تفاهم حول هذه المسألة، وبالتالي سيبقى الحوار بدون نتائج إيجابية وفق ما يرى فريق كبير داخل تيّار المستقبل، وفي مقدمتهم الرئيس فؤاد السنيورة، صاحب الخبرة الطويلة في الحوار مع حزب الله، والذي لا تفوته المناورات التي يلجأ اليها الحزب عند الضرورة، بالإضافة الى هذا العقدة الكأداء ثمة عقدة اخرى لا تقل تعقيداً عنها، وهي سرايا المقاومة التي يعتبرها الحزب جزءاً اساسياً واستراتيجياً من المقاومة لا يمكن المس بها في اي حال من الأحوال.

في حين يعتبر التيار أن لا لزوم لهذه السرايا طالما أن مهمتها داخلية ولم تنشأ من أجل منافسة المقاومة في معركتها ضد إسرائيل ولا بدّ من حلها في حال وافق الحزب على أن تشمل الخطة الأمنية كل لبنان من الشمال إلى الجنوب، ومن البحر إلى سفوح الجبال اللبنانية، لكن الحزب لا يحبذ هذا الأمر وفقاً لرده في الجلسة الثانية من الحوار على هذه المقولة، ويعتبر ان المس بسرايا المقاومة كالمس بالمقاومة نفسها، وبالتالي لا جدوى من أي حوار إذا كانت إحدى أهدافه حل هذه السرايا لمصلحة الوفاق بين التيار والحزب والذي يمكن، في حال نجاحه، أن يمهد لوفاق وطني شامل وعابر للطوائف.

وطالما أن النقاش الدائر في الحوار والذي سيدور حول مصير سرايا المقاومة، فان الرهان على تخطي هذه العقدة كالرهان على إقناع حزب الله للخروج من سوريا أو التخلي عن سلاح المقاومة، ومن هنا لا يبني فريق الصقور في تيّار المستقبل أية أوهام على هذا الحوار، ويرى منذ ما قبل بدئه ان حدوده معروفة، وهو التوصّل إلى هدنة سياسية وإعلامية بين الفريقين تنعكس استرخاء في الشارعين السني والشيعي يؤدي إلى تنفيس الاحتقان الناتج عن استمرار الاشتباك السياسي بين الحزب والتيار ما من شأنه ان يريح البلد ويطلق إلى حد بعيد يد الحكومة المشلولة بسبب هذا الاشتباك لكي تفعل عملها بانتظار اتفاق اللبنانيين على انتخاب رئيس جمهورية يشرف على تشكيل حكومة جديدة تكون خلاصة لهذا الاتفاق وعلى صورته من دون اية مبالغات في الامال التي يعلقها البعض على النتائج المرتقبة من هذا الحوار.

لكن ثمة من يرى أن هذا الحوار لم يكن ليبدأ لو لم يحصل على غطاء سعودي – إيراني، وبالتالي يصبح الرهان على فشله معدوماً، ما دام مطلوب من الفريقين التخلي عن الماضي، وفتح صفحة جديدة بينهما من شأنها اراحة البلد وتحصينه داخلياً في وجه العواصف العاتية التي تهب عليه من المنطقة، بدءاً من سوريا التي تعاني جراحاً عميقة وامتداداً إلى باقي الدول العربية من العراق والبحرين واليمن وليبيا وحتى الجمهورية المصرية.

ويميل المراقبون لهذا الحوار والدوافع التي أملت حصوله من داخلية وإقليمية إلى الاعتقاد بأنه لا يمكن أن ينتهي إلى الفشل بقدر ما يعول عليه على صعيد حلحلة بعض العقد الداخلية كالانتخابات الرئاسية فضلاً عن تنفيس الاحتقان السني – الشيعي وإقامة سد عال في وجه العواصف الشديدة الاتية من وراء الحدود، ومنها على وجه الخصوص تحديات داعش والنصرة التي لم تنفك عن اطلاق التهديد تلو الآخر ضد لبنان، بسبب الحروب التي يخوضها حزب الله في الداخل السوري دعماً لنظام بشار الأسد خصوصاً وان الحوار الجاري يحظى بالإضافة إلى الدعم السعودي – الإيراني بدعم القوى المسيحية اللبنانية سواء قوى الرابع عشر من آذار أو قوى الثامن منه والممثلة بالعماد عون والذي ساهم بشكل فعّال في دفع القوتين المسيحيتين الاساسيتين حزب القوات والتيار الوطني الحر إلى تشريع أبواب الحوار في ما بينهما والتي كانت موصدة بسبب عمق هوّة الخلاف على مستوى فريقي 14 و8 آذار.

ولهذا يرى المراقبون انه لا بدّ وان يسفر حوار المستقبل والحزب عن نتائج إيجابية على صعيد العلاقة بين الأطراف اللبنانية يُساعد على الحوار المرتقب بين التيار العوني والقوات على ان يحقق بعض الخطوات التي تقرّب موعد انتخاب رئيس الجمهورية والانتقال إلى مرحلة جديدة عنوانها الأساسي الحوار الوطني الشامل من اجل تحصين لبنان في وجه العواصف الآتية من محيطه القريب والبعيد.