استوقف التحالف الإنتخابي المستجد بين «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب في دائرة الشمال 3 أي زغرتا بشري – الكورة – البترون، أوساطاً نيابية حزبية في هذه الدائرة حيث وجدت أن هذا الإلتقاء يرتدي طابعاً مرتبطاً بالظروف والأوضاع المتعلقة بخصوصية هذه الدوائر وخصوصاً لجهة المعركة المرتقبة في البترون حيث يواجه الطرفان لائحة «التيار الوطني الحر» وتحديداً رئيسه جبران باسيل من جهة كما حليفهما الوزير السابق والنائب بطرس حرب الذي إنضم الى لائحة تحالف«المردة» والحزب «السوري القومي الإجتماعي». وبالتالي لم يعد خافياً على كل المنخرطين في السباق الإنتخابي في دائرة الشمال 3، إن المنافسة ستكون شديدة وهي شكلت الدافع الاساسي وراء تخطي كل من قيادتي «القوات» والكتائب الخلافات الكبيرة بينهما من أجل الوقوف في وجه منافسيهما المشتركين في هذه الإنتخابات كما تؤكد الأوساط، التي كشفت أن التعاون الإنتخابي لم يقتصر على الشمال الثالثة بل يمتد الى زحلة والاشرفية وإنما من دون أن يشكل مدخلاً لأي تعاون أو حوار سياسي بين معراب والصيفي، على الأقل قبل الإنتخابات النيابية.
ولذلك فإن التعاون أتى بعد جولات من المفاوضات المثمرة وبطريقة غير مباشرة بين القيادتين بصرف النظر عن نقاط التلاقي السياسية مع العلم أن الخطاب المنتقض لأداء الحكومة والذي يكاد يكون مشتركاً بينهما.
وفي السياق نفسه تقول الأوساط، إن الهدف المشترك في الإستحقاق الإنتخابي يتخطى كل العوائق التي حالت خلال الفترة الماضية وتحديداً منذ «تفاهم معراب» بين القوات والتيار الوطني الحر الذي اعتبرته الكتائب عملية الغاء لكل القوى المسيحية السياسية والحزبية وتخوفت من ترجمتها في الإنتخابات النيابية، وبالتالي تشكيل كتلة برلمانية وازنة بعد كسب أكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية في كل المناطق.
ومن هنا فان التحالف القواتي- الكتائبي يأتي في سياق طبيعي في الأشرفية كما في زحلة التي لها رمزية خاصة بالنسبة الى مناصري الحزبين وفق الأوساط الحزبية، ذلك أن مسار التناغم مع المبادئ والعناوين السياسية في خطاب القيادتين وقد رسم مسار التحالف الإنتخابي الذي كان حتمياً، خصوصاً وأنه تزامن مع تحولات واضحة في الموقف المعارض في مجلس الوزراء للوزراء القواتيين والذي اقترب بنسبة كبيرة من موقف الكتائب مبتعداً بالتالي عن «التيار الوطني الحر» وهو ما ظهر في انعدام التحالف الإنتخابي بينهما بل على العكس ارتفاع المتاريس في كل مكان سواء على طاولة الحكومة أو في اللوائح الإنتخابية في كل الدوائر التي يتواجدان فيها.
ولفتت الأوساط نفسها الى ان المعيار الذي جرى اعتماده في دائرة الشمال، 3 أتى انطلاقاً من الواقع الموجود على الأرض والذي دفع نحو التعاون لمواجهة التيار الوطني الحر وإنما من دون أية إلتزامات لجهة تغيير الخارطة السياسية الكتائبية التي ارتكزت على مواجهة السلطة عبر خطاب هجومي معارض للواقع السياسي الحالي وللأداء الرسمي في كل الملفات.