Site icon IMLebanon

البديل عن التسوية تمديد الفراغ الحكومي والفوضى!  

 

تشخص الأنظار، اليوم، الى القصر الرئاسي في بعبدا ترقباً لنتيجة اللقاء الذي سيجمع الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري عصراً لما سيترتب عليه من مواقف.

 

بداية ليس متوقعاً أن ينتهي اللقاء بإعلان التشكيلة الحكومية، ليس فقط لأنّ رئيس مجلس النواب خارج البلد في عطلة عائلية، وهو الذي يحضر بعد الولادة لالتقاط «الصورة التذكارية» (كما يقتضي العرف)، إنما خصوصاً لأنّّ العقبات لم تذلّل نهائياً بعد بالرغم من المبادرات الإيجابية التي أخذت في الظهور منذ مساء أول من أمس، وأبرزها الآتي:

أولاً – ليس صحيحاً أنّ رئيس الجمهورية بادر الرئيس المكلف في لقائهما الأخير بالقول له: إن الوقت ليس مفتوحاً للتأليف. أوساط مقرّبة، وعليمة أبلغتنا أن شيئاً من هذا لم يحصل لسببين على الأقل. أولهما أنّ الرئيس عون لم يرد في ذهنه أي بديل عن الرئيس سعد الحريري على الإطلاق. والثاني إنه ليس في النص الدستوري ولا في العرف ما يقيد الرئيس المكلّف بمهلة زمنية محدّدة. والغريب أن بعض المتعاطين الصحافة والإعلام عموماً يذهب به الخيال حدّ وضع سيناريو بحواراته الوهمية، على غرار «المهلة غير المفتوحة»… وهذا كله ليس إلاّ من نسج الخيال.

ثانياً – لا شك في أن اللقاء الذي عقد أمس، في بعبدا، عندما استقبل الرئيس عون وزير الإعلام ملحم الرياشي موفداً من رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع قد أسهم في توفير أجواء إيجابية وإن لم يكن توصل، فعلاً، الى حل لأزمة تمثيل القوات في الحكومة العتيدة. الرياشي وصفه بأنه «إيجابي جداً».

ثالثاً – ليس صحيحاً أنّ حزب اللّه قد التزم بدعم موقف النائب السابق وليد جنبلاط بأن يكون الوزراء الثلاثة ممثلو الطائفة الدرزية الكريمة في الحكومة «جنبلاطيين».

صحيح أن الحزب لا يمانع أن يكونوا كذلك، ولكنه ليس في وارد التخلي عن حليفه النائب طلال أرسلان… ولا بدّ من إيجاد «تسوية – ترضية» على هذا الصعيد. ويتردّد أن الحزب يملك من المعطيات ما يجعله مرتاحاً الى حل لهذه العقدة.

رابعاً – وليس صحيحاً على الإطلاق أنّ للرئيس عون شروطاً ذات صلة بتمثيل النواب السنة العشرة غير المنتمين الى تيار المستقبل. إنه يفضل، بالتأكيد، تمثيل أوسع الشرائح في الحكومة الآتية، ولكنه يرى أن يتولى الرئيس سعد الحريري التعامل مع هذه المسألة السنية.

وبعد، يدرك الرئيس سعد الحريري أن إيجابيات استمرار التسوية مع الرئيس ميشال عون أكثر وأجدى وأهم بكثير من سلبياتها. وهذا ما يدركه الدكتور سمير جعجع كذلك. وهذا أيضاً ما يقتنع به رئيس الجمهورية. وبالتالي فإنه لا خوف على التسوية في هذه المرحلة وفي المستقبل المنظور على الأقل. لأنه لا بديل عنها إلا تمديد الفراغ الحكومي، أو إقامة حكومة تحدٍ لن تقبل بها الطائفة السنية الكريمة (وهي أصلاً غير واردة في ذهن أحد).

لذلك، وفي تقديرنا، أنّ التسوية (التي بدأت رئاسية بانتخاب «الجنرال» رئيساً) محكومة بالإستمرار، وأنّ أركانها محكومون بالسير بها… وإلاّ الفوضى والفراغ. ولا نظن أن أحداً منهم يرغب في ذلك حتى ولو كان مطلباً خارجياً أو أمنية خارجية، وهذا ليس ثابتاً في أي حال.