IMLebanon

حركة “أمل” مُشاركة أساسيّة في عمليّات المقاومة جنوباً… أين المفاجأة؟

 

بعد اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية سلّمت حركة “أمل” سلاحها، هكذا يقول التاريخ، دون الدخول في نوع السلاح المسلّم وحجمه وطبيعته وأهدافه، ولكن التاريخ نفسه يقول الكثير في مرحلة ما بعد الطائف، بالتحديد حول عمل الحركة في مجال المقاومة بوجه العدو الاسرائيلي، ومئات العمليات العسكرية ضد مواقع “الجيش الاسرائيلي” وعملاء لحد قبل التحرير.

 

يبدو أن شهر شباط مصرّ على حمل تضحيات “أمل” التي لم تتخلّ يوماً عن سلاحها بوجه “اسرائيل”، بحسب مصادر “امل” التي تؤكد أن الحركة سلمت سلاح الجيوش التقليدي الذي كان بحوزتها، لكنها بنت قدرات خاصة لاستكمال عملها الأساسي الذي أُسست لأجله.

 

بعد اتفاق الطائف دخلت الحركة المعترك السياسي بشكل واسع، وقيل آنذاك أن “أمل ” احتكرت السياسة وحزب الله احتكر المقاومة، ولكن مع مرور السنوات، ورغم الفارق بالإمكانيات بين الطرفين، يظهر أن لا حركة “أمل” تخلت عن المقاومة، ولا حزب الله طلّق السياسة.

 

لا داعي للدخول في تفاصيل العمليات العسكرية التي كانت تقوم بها الحركة قبل التحريرعام 2000، تقول المصادر، مشيرة الى أن “امل” لم تغب يوماً عن ساحة جهادها في الجنوب، وهي حاضرة للدفاع عن لبنان بوجه أي اعتداء اسرائيلي، وما يجري اليوم هو اعتداء وحرب على الجنوب، لذلك كان لا بد من الحضور.

 

في حرب تموز عام 2006 كان للحركة تواجدها العسكري في الجنوب وارتقى لها شهداء، تضيف مصادر “امل” ، وبعدها غابت الحروب مع “اسرائيل” حتى الأمس القريب، ولكن هل كان مفاجئاً فعلاً أن الحركة لا تزال تملك تنظيماً عسكرياً مقاوماً بوجه “اسرائيل”؟

 

في العام 2019 تحدث رئيس الحركة نبيه بري عن ضرورة بقاء “أفواج المقاومة اللبنانية” على أهبّة الاستعداد لأي عمل عدواني اسرائيلي، وذلك الخطاب في ذكرى تغييب مؤسس الحركة موسى الصدر، كان بمثابة “كلمة السر” الذي اطلقها رئيس الحركة لكل تركيبتها، إذ تؤكد المصادر أن التنظيم تلقف الدعوة وبدأ بإعداد وتدريب المقاومين منذ العام 2019  بانتظار العدوان الاسرائيلي، وكان للحركة أكثر من مناورة عسكرية مُعلنة، وأخرى غير معلنة، وكلها كانت بوجه “اسرائيل” لا بوجه الداخل كما أحب البعض ان يروج.

 

وتكشف مصادر في “امل” أن المقاومين في الحركة تواجدوا في قراهم في الجنوب على الحدو، منذ الأسبوع الأول لاندلاع المعارك في تشرين أول الماضي، يتقدمون على الخط وينفذون عمليات داخل الاراضي اللبنانية المحتلة ويتراجعون. كما شهدت الحركة توافد المئات من الشبان الذين لا ينتمون الى تلك القرى للمشاركة في العمل العسكري جنوباً، فهذا العمل يعد الجاذب الأكبر للحركيين.

 

واشارت المصادر نفسها الى أن عملها واضح وهو ما قاله بري مؤخراً ان الهدف الدفاع عن لبنان، فالحركة بحسب المصادر تعلم إمكانياتها العسكرية التي تعتمد بشكل أساسي على روح مقاتليها، وبعض انواع الأسلحة المدفعية والرشاشة والقناصة والصاروخية، التي يُمكن أن تستعمل في الحرب الدائرة اليوم على مساحة صغيرة، ولكن العمل الأساسي لها سيكون بحال قرر جيش العدو الاسرائيلي القيام بمغامرة عسكرية برية في جنوب لبنان.

 

لم تدّع الحركة يوماً امتلاكها أو عدم امتلاكها، لأسلحة حديثة ومتطورة وصواريخ نوعية بعيدة المدى، وهي اليوم بحسب المصادر، ليست بصدد الكشف عما في جعبة وحداتها العسكرية، التي اعتمدت أسماء كأسماء أصحاب الإمام الحسين في كربلاء، وعددها يزيد عن عشرين. واعداد مقاتليها في الجنوب اليوم بضعة آلاف هم من النخب العسكرية، وخلفهم بضعة آلاف أخرى مستعدين لمواجهة أي حرب “اسرائيلية” مقبلة.

 

خلال هذه الحرب كان للحركة عملياتها العسكرية، تضيف المصادر، وكان لها شهداء، ومؤخراً غيّرت الحركة تكتيتها العسكري جنوباً، كما انتشار مقاتليها، تماشياً مع متطلبات المرحلة وتفادياً لسقوط الشهداء، ولكن الحركة تعلم أن الحرب مع العدو الاسرائيلي ليست سهلة ولا بسيطة، وتتطلب التضحيات.

 

وتقول المصادر ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري لم يخجل يوماً من قيادته تنظيماً واسعاً في السياسة والعسكر، ولم يُخف مشاركة حركته في العمليات على الحدود دفاعاً عن لبنان، والتي باتت بالعشرات وبشكل شبه يوميّ، بل كان ولا يزال عمل الحركة العسكري سرياً ، لا يُعلن عنه لأسباب تتعلق بمصلحة المقاومين، وبالتالي من تفاجأ بوجود الحركة العسكري عليه أن يقرأ التاريخ جيداً وأن لا يكون جاهلاً، فالحركة لم تبدّل، وبدل أن تُتهم اليوم بخرق القرارات الدولية التي لم تُحترم يوماً، فليبادر المنتقدون للهجوم على “اسرائيل” التي لم تحترم قراراً دولياً منذ نشأة كيانها واحتلاله أرض فلسطين.

 

وبحسب مصادر “امل”  فإن عمل بري في المقاومة لا يتعارض ولا يؤثر على عمله في السياسة، فهو في المركزين مقاوماً دفاعاً عن لبنان، سواء في المقاومة العسكرية أو في المقاومة الديبلوماسية، والتاريخ يشهد على ذلك.