تتحدث مئات التقارير عن امكانية اندلاع حرب أهلية في الولايات المتحدة الأميركية في حال مُني الرئيس دونالد ترامب بهزيمة أمام منافسه المرشح الديمقراطي جو بايدن.
عملياً من غير المنطقي الجزم بأن حرباً أهلية ستندلع في حال لم يظفر الرئيس ترامب ببطاقة عبور ثانية إلى البيت الأبيض لأن المتعارف عليه بأن الادارات الأميركية المتعاقبة والمسؤولين الاميركيين أحببنا سياساتهم أم خاصمناها هم على قدر مرموق من خبرة وحنكة فائقة كافية لمنع شرارة الحرب من الاشتعال، رغم أن احصائية كانت قد نشرتها صحيفة لوس انجلوس تايمز بتاريخ 1 تشرين الثاني 2020 أشارت إلى أن الأميركيين اشتروا نحو 17 مليون قطعة سلاح خلال عام 2020.
لكن ولكي نتعرف على أسباب جزم كمّ من المحللين بامكانية انفلاش نيران الحرب الاهلية أو الاضطرابات الأمنية في أرجاء هامة من بلاد السوبرمان أميركا، لا بد من العودة إلى ما قالته الأخصائية النفسية الاميركية سوزان لاخمان بتاريخ 8 أيلول 2018 لصحيفة بيلد الألمانية ومفاده أن ترامب يعاني من وساوس قوية تجعله يعتقد أنه لا يخطأ أبداً لأنه يعيش منفصلاً عن الواقع ولا يعي خطورة أفعاله فضلاً عن أنه والكلام للاخمان يعاني من النرجسية المرضية وجنون العظمة والوهم والاضطراب الادراكي الموضوعي، لذا فإن أمراضه تجعل منه شخصاً يشكل خطراً على الآخرين.
وتختم الاخصائية النفسية قائلة أخشى أن تقود اضطراباته النفسية أميركا إلى حرب أهلية.
وبتاريخ 24 أيلول 2020 نشرت مجلة ذي أتلانتيك تقريراً مطولاً عنونته بالانتخابات التي قد تكسر أميركا تساءلت فيه قائلةً، إذا كانت النتيجة متقاربة لصالح بايدن، من سيوقف ترامب عن رفضها واشعال الفوضى؟
وينقل التقرير عن ريتشارد ال هاس الأستاذ في كلية الحقوق في جامعة كاليفورنيا ومؤلف كتاب انهيار الانتخابات، قوله يمكننا أن نرى صراعاً طويلاً عقب الانتخابات الرئاسية في المحاكم والشوارع إذا كانت النتائج متقاربة وتابع تقرير ذي أتلانتيك بالقول إن أسوأ السيناريوهات يتمثل في محاولة ترامب خلق حالة فوضى واضطرابات وشغب بهدف قلب النتيجة لصالحه في حال لم تكن هكذا وخصوصاً أن المواطنين الاميركيين الزنوج يستعدون للاقتراع للمرشح بايدن كردة فعل انتقامية على ما اقترفته الشرطة بحقهم ابتداءً من قتل جورج فلويد علماً ان بايدن قد وعدهم بتحسين أحوالهم وأوضاعهم بدرجات كبيرة وهذا العامل سيجعل الأمور تتشنج أكثر وسيكون الناخب الزنجي بيضة القبان في تلك الانتخابات.
وقد أعرب الصحفي الاميركي الشهير توماس فريدمان بتاريخ 23 أيلول 2020 عن خوفه من اندلاع حرب أهلية في أميركا وهاجم بشكل عنيف الحزب الجمهوري واصفاً أياه بانه يشكل بيت دعارة سياسي.
وفي حديثه لشبكة CNN قال فريدمان الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز بأن ما حدث في الأيام القليلة الماضية هو بمثابة انذار حريق من الدرجة السادسة وانذار ديفكون «أي تهديد للأمن القومي من الدرجة الخامسة».
ويضيف فريدمان تصوروا أن دونالد ترامب رئيس أعظم دولة في العالم أخبرنا بالفم الملآن اما أن أفوز بالانتخابات أو انزع شرعيتها، وإذا لم يفز هنا الكارثة الكبرى، انتهى كلام فريدمان.
كما شبهت مجلة فورن بوليسي الأميركية في تقرير لها أجواء الانتخابات بين ترامب وبايدن بمواجهات سابقة كالعام 1860 بين أبرهام لينكولن وستيفن دوغلاس عندما اندلعت أثنائها الحرب الأهلية في أميركا.
أما تشون اولدريج مؤسس ورئيس منظمة stand up أميركا فقال لا يمكنني افتراض أن دونالد ترامب سيحترم مبدأ تسليم السلطة سلمياً فالرجل طباعه معروفة.
ويذهب ترامب إلى القول بكل ثقة في النفس بتاريخ 10 آب 2020، علي ان أمنع فوز بايدن فخصمي إذا فاز سيتعين حينها على الشعب الأميركي تعلم اللغة الصينية، واعلموا انني إذا لم أفز بولاية ثانية فإن الصين سوف تستولي على أميركا.