Site icon IMLebanon

اللعب الأميركي على عامل الوقت… كلّ الاحتمالات على الطاولة 

 

 

100 ألف مواطن فلسطيني بين شهيد وجريح، بعد مرور 100 يوم على بدء العدوان الاسرائيلي على غزة، ولا يزال رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو يتحدث عن استمرار الحرب لبضعة أشهر، ما يجعل بحسب الظاهر الحرب مستمرة، الا بحال تم إسقاط نتانياهو على وقع التظاهرات الاحتجاجية في “تل أبيب”، التي ترفع شعار المطالبة باستقالة حكومة نتنياهو.

 

لا يبدو الواقع الداخلي في “اسرائيل” بسيطاً، فما يجري في الشارع بدأ يتعاظم، ولذلك كان للناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، إطلالة هامة يتحدث خلالها عن مصير عدد من الأسرى، حيث وصفه بأنه بات مجهولاً، مرجحاً أن يكون جزء كبير منهم قد قتل خلال القصف “الإسرائيلي” على القطاع.

 

هذه المستجدات تأتي في سياق البحث “الاسرائيلي” عن طريقة لاستمرار الحرب ولكن بطريقة أخرى، فالأكيد أن رئيس حكومة العدو غير قادر على اعلان وقف لإطلاق النار، وسيستمر في الحديث عن أشهر قتالية، ولكن الواقع هو اقتراب انتهاء المهلة المحددة أميركياً للعدو، مع انتهاء هذا الشهر او انتصاف شهر شباط، حيث تضغط اميركا على “اسرائيل” لأجل إعلان رسمي بالانتقال الى المرحلة الثالثة للحرب.

 

لم يُبلغ المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين اللبنانيين بالطبيعة الكاملة للمرحلة الثالثة التي تراهن عليها اميركا لاجل خفض الصراع، والمقاومة في لبنان لا يمكنها إعلان كيفية تعاطيها في هذه المرحلة قبل وضوحها، وبحسب مصادر سياسية متابعة فإن الأميركيين لا يريدون الحرب، ولكنهم في الوقت نفسه لا يمكنهم القبول بهزيمة كاملة للعدو الاسرائيلي.

 

لذلك، يلعب الأميركيون على عامل الوقت، مع محاولتهم إقناع نتانياهو بضرورة التوجه نحو التفاوض، على أن يكونوا الضامنين له لتحقيق بعض المكاسب في السياسة، وذلك أيضاً بعد اقتناعهم بأمرين أساسيين:

 

– الأول: “اسرائيل” غير قادرة على تحقيق نصر عسكري واضح يطمح اليه قادة الكيان ويتحدثون عنه مراراً، وغير قادرة على تحقيق أكثر مما حققت بعد مرور 100 يوم على بدء الحرب.

 

– الثاني: الصراع بحال استمر قد يتوسع، وعندئذ ستغرق الولايات المتحدة الأميركية في حرب استنزاف طويلة في المنطقة، لن يخرج منها أحد سالماً.

 

هذا ما تسعى اليه الولايات المتحدة اليوم، ولاجل ذلك يزور مبعوثها لبنان، ولكن كل هذه المساعي قد تسقط عند تعنت نتانياهو الذي قد يستدرج المنطقة الى الحرب، بسبب مصيره السياسي ومصالحه الشخصية، رغم وجود قناعة عند فئة واسعة من المتابعين أن القرار بالحرب أولاً وأخيراً هو عند الأميركيين.

 

في لبنان كان رد أمين عام حزب الله على زيارة هوكشتاين واضحاً، فلا تراجع قبل وقف اطلاق النار او وضوح ماهية المرحلة الثالثة، وإن التهديد بالحرب لن ينفع، مجدداً التأكيد على أن الحرب إن وقعت ستحرق الجميع بنارها لانها ستكون بلا سقوف، وإعادة هذه العبارة لها وقعها، اذ انها عندما وردت في المرة الأولى وردت اتصالات خارجية تحاول الاستفسار عن معاني هذه العبارة، وقد سمع المتصلون جواباً واحداً وهو أن الحرب إن وقعت فلن يكون فيها خطوط حمراء، ولا مناطق خارج الاستهداف، ولا حتى مرافق بعيدة عن القصف، لا بحراً ولا براً.