IMLebanon

«عقيدة هوكشتاين سيرة جندي في جيش إسرائيل».. مَن يُصدّق بعد وعود هذا الرجل ومتى يتمّ استبداله؟

 

لم يعد خافياً ووفق ما تقوله وسائل الإعلام الأميركية وحتى العبرية، ان الإدارة الأميركية وموفدها الى لبنان آموس هوكشتاين تغطي العدوان الإسرائيلي الواسع على لبنان، على أمل الضغط على الموقف الرسمي اللبناني وإضعاف المقاومة والقبول بالشروط الأميركية – الإسرائيلية لوقف الحرب.

ووفقا لتقرير موسّع ومفصّل نشرته أمس الأول منظمة «زيتو»، وهي «منظمة إعلامية جديدة تسعى للإجابة على الأسئلة المهمة، وتسعى دائماً إلى الحقيقة» كما تُعرّف عن نفسها، وترجمه موقع «Post180» بتصرف، فإن «آموس هوكشتاين هو الذي أعطى الضوء الأخضر الأميركي لإسرائيل لكي تصعّد عملياتها العسكرية ضد حزب لله بهدف القضاء عليه وإضعاف موقف إيران في المنطقة. ويبدو أنه نفَّذ المهمة بصفته جندياً سابقاً خدم في صفوف الجيش الإسرائيلي، وليس بصفته مبعوثاً خاصاً للرئيس الأميركي جو بايدن، وإلّا كيف يمكن لمن يفترض أن يكون وسيطاً محايداً ونزيهاً أن يدفع نحو إغراق منطقة الشرق الأوسط كلها  في حرب مدمرة؟ وقد ولد هوكشتاين في إسرائيل عام 1973، وخدم في الجيش الإسرائيلي عندما كان شاباً، وكان في فرقة الدبابات». وقد رفض هوكشتاين نفسه الإجابة على الأسئلة التي طرحها عليه «زيتو» بخصوص ماضيه ودوره الحالي.

 

ومما جاء في التقرير أيضاً: «برغم خلفيته العسكرية وخبرته في الجيش الإسرائيلي، بدا هوكشتاين وكأنه اكتسب ثقة المسؤولين اللبنانيين. ففي 27 تشرين الأول/أكتوبر 2022، نجح في التوسط، ومن ثم توقيع اتفاق تاريخي بين إسرائيل ولبنان بشأن حدودهما البحرية المتنازع عليها. ومع ذلك، حتى في ذلك الوقت، كان تعيينه لإدارة ملف تلك المفاوضات محل تساؤل، بما في ذلك من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية». والكل يعرف كيف انتهت كذبة الاتفاق واستفادت منه إسرائيل بينما توقفت أعمال الحفر والاستكشاف في بحر لبنان.

وعرض التقرير مطوّلاً لفصول كثيرة من حياة هوكشتاين، وكيف تدّرج سياسياً ومستشارا كبيرا لشؤون الطاقة ثم مستشارا سياسيا أول للرئيس الأميركي. واستندت المنظمة في تقريرها الى معلومات وشهادات: مجلة «بوليتيكو»، وموقع «اكسيوس»، وصحيفة «نيويورك تايمز» والصحافية في صحيفة «هآرتس» العبرية كارولينا لاندسمان، وإريك سبيرلينغ المدير التنفيذي لمنظمة «غاست فورين بوليسي» الذي قال: لا يمكن للمرء إلّا أن يتخيّل كيف كانت لتكون ردود فعل وسائل الإعلام لو أن أميركياً من أصل عربي – وكان عضواً في تنظيم متطرف – يُسمح له بعقد لقاء واحد مع قائدنا الأعلى المُسن والضعيف (بايدن)؟ هذا ما يُسمّى بـ«عقيدة هوكشتاين وسيرة جندي في جيش إسرائيل».

 

كل هذه المعلومات تؤكد انحياز هوكشتاين الكامل الى جانب الاحتلال والمشاركة في المشروع الأميركي – الإسرائيلي لتغيير وضع الشرق الأوسط بكامله، وتؤكد وحتى على لسان زوجته انه إسرائيلي وخدم في الجيش، ما يعني ان كل المناورات التي يقوم بها تحت عنوان وقف إطلاق النار والذهاب الى تسويات سياسية بين لبنان والكيان الإسرائيلي هي طمأنة كاذبة ومخادعة للبنان وتغطية سياسية للعدوان، ولهذا فشلت كل المساعي الدولية لوقفه، بل أسهمت المراوغة في زيادة وتيرته الإجرامية بحيث لم تعد منطقة لبنانية آمنة من القتل والتدمير، من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال (اهدن) والبقاع، مروراً ببيروت والضاحية الجنوبية وجبل لبنان.

على هذا وجب على لبنان أولاً أن يقطع أي علاقة بهذا الموفد ويطلب استبداله – إذا لا بد من التعامل مع موفد أميركي آخر – محايد ومهني غير مرتبط بالمشروع الأميركي – الإسرائيلي، أو طلب تدخّل موفد دولي محايد، وتغيير طريقة تعاطي لبنان مع الإدارة الأميركية لجهة عدم الانصياع لكل ما تطرحه قبل التأكّد من صدقيته.

ووجب على لبنان أيضاً أن يطرح مقاربات جديدة بالتوافق مع الدول الأخرى المعنية بالوضع اللبناني لا سيما فرنسا وإيطاليا ودول أخرى في مجلس الأمن ممن وافقت على بيان الرئيسين ايمانويل ماكرون وجو بايدن أواخر أيلول الماضي، حول مبادرة وقف إطلاق النار 3 أسابيع في لبنان وغزة، تمهيداً لترتيبات حول الحدود لاحقا، خاصة بعدما أعلن الرئيس نبيه بري قبل أيام «ان أميركا تقول انها تسعى للحل لكنها لا تفعل شيئاً عمليا لوقف العدوان».

كما أكد بري قبل يومين موقفه هذا بالقول: «ان الأميركي ما زال يتبنّى الموقف الإسرائيلي حتى النهاية، على الرغم من لهجة وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الدبلوماسية، واليوم لا تطور في الموقف الأميركي سواء عبر بلينكن أو المبعوث الأميركي اموس هوكشتاين». وهذا أمر يؤشر بشكل غير مباشر على عدم ثقة لبنانية بهوكشتاين ولو ان المسؤولين اللبنانيين مضطرين للتعامل معه حتى الآن كونه موفداً رسمياً أميركياً وغض النظر عن خلفيته وعقيدته الإسرائيلية، علّ وعسى يتم الاستغناء عنه في الإدارة الأميركية الجديدة.