العربدة الداعشية الهمجية في كنائس مصر، ليست طعنة موجهة الى قلب مصر، بل الى قلب الأمة. وهي تتمة لمهمتها الشيطانية على المقلب الآخر الاسلامي في أرجاء الأرض العربية. ومن غير المفهوم كيف يقوم تحالف دولي يتجاوز عدده أكثر من نصف عدد الدول في منظمة الأمم المتحدة، وتقوده الولايات المتحدة الأميركية وهي الدولة الأعظم قوة واقتدارا في العالم، ويكون الهدف هو محاربة الارهاب بكل أشكاله، ثم يتركز تحديدا ضد تنظيم داعش، ومع ذلك تزداد قدرات هذا التنظيم مع كل هجمة يشنّها عليه التحالف الدولي، وتصل ضربات داعش الى مختلف أصقاع العالمين العربي والاسلامي، والى أنحاء مختلفة من أوروبا، ولكنها لا تصل الى اسرائيل القريبة، ولا الى أميركا البعيدة!…
***
ليس أسوأ من الهلوسات السياسية والعسكرية للرئيس الأميركي دونالد ترامب في سوريا والعراق وغيرهما، سوى هلوسات ناطقين بالعربية، يدعونه الى مزيد من القصف والتدمير، وكأن جهنّم الارهاب التكفيري، وهو صناعة أميركية – صهيونية، لا تكفي، فيدعون الى جهنّم أميركية صافية لاشعالها وأين؟ على أرض العرب الناطقين بلغتها العربية! وهم يتوهمون ان النيران في أرض الخصم العربي، لن تصل اليهم يوما ما، غدا أو بعد غد! باختصار، لن تنجو الأمة – بكنائسها ومساجدها وناسها – من الجحيم التكفيري، إلاّ عندما تتوقف الأمة عن تصديق الأكذوبة العملاقة، بأن أميركا – ترامب هي من سيخلّص العرب، من مسلمين ومسيحيين وغيرهم، من ويل هذا الوباء التكفيري الداعشي!