IMLebanon

تسويق الرؤية الأميركيّة للحلّ في المنطقة يصطدم بنتانياهو… الحرب مُستمرّة 

 

 

رغم بعض التقارير “الاسرائيلية” التي تنفي التقدم بالمفاوضات الهادفة الى الوصول الى هدنة في قطاع غزة وتبادل للأسرى، إلا أن مصادر وكالة “رويترز” تؤكد حصول هذا التقدم، حيث يجري الحديث عن هدنة لشهر كامل واتفاق بأكثر من مرحلة، قد يكون مقدمة للوصول الى وقف لإطلاق النار.

 

لا تزال خطة الولايات المتحدة الأميركية لليوم التالي للحرب على غزة لم تنضج، رغم بروز عناوينها العريضة التي تبدأ من وقف إطلاق النار، ثم اتفاق سعودي – “اسرائيلي” للتطبيق، وتوقيع معاهدة سلام متضمنة الوعد بدولة فلسطينية مستقلة في المستقبل، ثم إعادة تكوين السلطة الفلسطينية لتتولى إدارة الضفة الغربية وقطاع غزة، ولذلك لا تضغط أميركا كما ينبغي على “الاسرائيليين” لوقف الحرب الآن.

 

بالنسبة الى الأميركيين قد يكون لأي اتفاق هدنة تأثير كبير ومباشر على خطتها، فهي ترى أن الهدنة تعطيها الوقت لكي تبلور رؤيتها وتجمع لها الدعم اللازم للمضي بها، كما أنها، أي الهدنة، ستبرّد كل باقي الجبهات المساندة لغزة، ما يُبعد شبح الحرب الواسعة على المنطقة.

 

حاولت الإدارة الأميركية تسويق رؤيتها للحل ما بعد الحرب على غزة لدى الدول العربية فسمعت كلاماً تطمينياً، خاصة من السعوديين الذين يؤكدون عدم اعتراضهم على التطبيع بشرط تأمين حقوق الفلسطينيين بدولة مستقلة، لكي يتمكنوا من تسويق التطبيع مع “الاسرائيليين” لدى شعبهم في المملكة والشعوب العربية الأخرى، ولكن ما اصطدمت به الإدارة الأميركية هو التعنت “الاسرائيلي”، رغم أن رؤيتها قد لا تكون مقبولة من كل الفلسطينيين الذين لن يصدقوا الوعود بإقامة دولة، ويرغبون بأن يتضمن أي حل تطبيقاً فورياً للحصول على حقوقهم، التي حاربوا وقتلوا وجرحوا لأجلها.

 

في “اسرائيل” يؤكد رئيس الحكومة بن يامين نتانياهو أن لا قبول بقيام دولة فلسطينية، ويذهب رئيس الحكومة اليمينية المتطرفة الى رفض أغلب بنود الرؤية الأميركية، فهو يشدد بداية على استمرار الحرب لفترة طويلة، قد يكون يعول رئيس حكومة العدو من خلال ذلك على نتيجة الانتخابات الاميركية، التي قد تُطيح بايدن الذي لا تربطه به علاقات جيدة، وتأتي بدونالد ترامب من جديد، ومعروف حجم العلاقة الودية بينهما، وبالتالي يكون بايدن قد حرق نفسه حرفياً لأجل “اسرائيل”. كذلك يرفض نتانياهو ألا يكون “لاسرائيل” سلطة أمنية كاملة على قطاع غزة والضفة الغربية، وهذا ما يتعارض بشكل كامل مع أساس الرؤية الأميركية.

 

بالنسبة الى الاميركيين فإن أمن “اسرائيل” الاستراتيجي  لن يتحقق بالحرب، التي لن تحقق أهدافها بالقضاء على المقاومة الفلسطينية حماس، ولن تمنع حروب مستقبلية ولن تهجر أبناء القطاع، وبالتالي فإن ما يحقق أمن “اسرائيل” على المدى الطويل هو اقامة دولة فلسطينية وتخفيف السيطرة “الاسرائيلية” على حياة الفلسطينيين، بعد قيام دولتهم ووقف بناء المستوطنات، وإقامة علاقات سلام “إسرائيلية”- عربية من المدخل السعودي، وحل مشكلة الحدود مع لبنان.

 

ولكن لرئيس حكومة العدو حسابات أخرى تتعلق بالقوى المتطرفة أولاً، وحياته السياسية المهددة ثانياً، وهو يعلم عدم قدرة اميركا على التخلي عن “اسرائيل” بسبب مصالحها الاستراتيجية، ولذلك وقع الخلاف بين الاميركيين و “الاسرائيليين”، ولا يوجد حتى اليوم أفق واضح لكيفية وقف الحرب والاتيان بما بعدها.