لا شك في أنّ الزيارة التي يقوم بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الى الصين للمشاركة في واحد من أهم المؤتمرات التي تُعقد في الصين، لها أهمية كبرى على صعيد الاقتصاد العربي للأسباب الآتية:
1- أوّل مرّة يصرّح مسؤول عربي كبير بصراحة عن أهمية العلاقة الاقتصادية بين الكويت والدول العربية من ناحية وبين الصين، وهذا يعتبر تحدّياً لأميركا ور وسيا ولأوروبا أيضاً، لأنّه من أسف منذ خمسينات القرن العشرين الماضي والعلاقات الاقتصادية والصناعية والتجارية محصورة بأميركا وأوروبا و… روسيا.
2- لا بد للأميركيين أن ينزعجوا من هذا التقارب بين الكويت والصين، خصوصاً أنّ هناك عدداً كبيراً من الدول العربية ستعيد النظر في علاقاتها مع الصين، وهذا سينعكس إيجاباً على الاقتصاد الصيني والاقتصاد العربي، وسلباً على الاقتصادات الاميركية والأوروبية والروسية.
3- صحيح أنّ الصين في حاجة الى نفط العرب، والأصح أنّ البضائع الصينية اليوم أصبحت على مستوى عالٍ من الجودة، ولعلها أصبحت منافسة للبضائع الاميركية والاوروبية وبربع الأسعار.
4- صحيح أنّ أمير الكويت قد فتح هذه السوق ولكن عدداً كبيراً من الدول العربية خصوصاً الخليجية سوف تخطو الخطوات ذاتها التي خطاها الشيخ صباح.
5- لفترة طويلة كانت الصناعة الصينية شبه محاصرة، أمّا اليوم، وفي زمن الإنفتاح والعولمة، لم يعد من مجال لحصار الصين كما كان في السابق.
وكما جاء في المعلومات فإنّ الصين ستستأجر جزيرتي “فيلكا” و”بوبيان” وتستثمر فيهما بمبالغ تصل الى 450 مليار دولار مدارس وجامعات ومصارف وفنادق الخ… وسيكون الإيجار لمدة 99 سنة وتحت حماية الصين أمنياً وقانونياً بموجب القوانين والمعاهدات الدولية.
كما يُقال إنّ الصين ستودع في الكويت 50 مليار دولار، كما ستدفع 40 مليار دولار لمدينة الحرير الكويتية لجعلها المركز المالي للعالم العربي.
يشار الى أنّ من يعرف تاريخ الكويت فإنّ أمير الكويت المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح، شقيق الأمير الحالي، كان أوّل من أنشأ “صندوق الأجيال” يودع فيه نسبة من أموال النفط… وتلك كانت خطوة رؤيوية…
عوني الكعكي