الأمر الوحيد المتبقي من ورقة النوايا بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر يتمثل بعدم الاحتكام الى الشارع مع انه متواجد في زوايا وسائل التواصل الاجتماعي التي تمثل صراعاً افتراضياً لم يترجم حتى الساعة على الارض، ويبدو حسب مصادر مطلعة على مسار العلاقة بين الحزبين ان مسألة الخلاف بينهما لم تعد تقتصر على التصريحات والانتقادات المتبادلة على صعيد العمل الحكومي بل تم تجاوزه الى شبه اطار تنظيمي من خلال قرار من القيادتين بخوض غمار التحدي وسط اختراق الحزبين كل في طريق، يعني حسب هذه المصادر ان هناك قراراً تم اتخاذه من قبل قادة كل من التيار والقوات بالمواجهة اقله حتى الآن في الشق السياسي متناسين الاحقاد الدفينة التي خلفتها الحروب بينهما والتي لا يعرف احد في اي وقت يمكن ايقادها، يضاف اليها ترجيح أكيد ان المنحى التصعيدي مع تقدم الوقت وانتهاء مدة ولاية رئىس الجمهورية العماد ميشال عون.
وما التناقض الحاصل تجاه حادثة قبرشمون مع انها سلكت مسارها القضائي سوى ترجمة ليس لاحياء 14 آذار بمقدار محاولة كل فريق تجميع القوى كل الى جانبه.
وتلفت هذه المصادر الى ان اعلان الوطني الحر والقوات ان لا علاقة للانتخابات الرئاسية بما يجري بينها هو خاطىء مع اعتراف قواتي من القيادة العليا ان الرئىس عون استطاع خلال النصف الاول من عهده اعادة بعض التوازن في ادارة الدولة لصالح المسيحيين وبغض النظر عن اهداف الدكتور سمير جعجع من جراء هذه الهجمات على التيار ورئىسه بالاضافة الى «طرطشة» العهد، فان اقصى ما يريده الآن حسب هذه المصادر اعادة الروح الى فريق الرابع عشر من آذار، انما ينقص موقف واضح من رئيس الحكومة سعد الحريري في هذا الاطار، وهو بدوره محشور بعدم الخروج من التسوية الرئاسية خصوصاً في هذا الظرف بالذات ولا يستطيع تحمل «خربطة» هذه التسوية ليس من الناحية السياسية فقط انما من اهمية وجوده في الرئاسة الثالثة على ضوء بروز دور لرؤساء الحكومات السابقين يمكن وصفه بالمحوري من خلال المملكة السعودية.
وتختم هذه المصادر سردها لتداعيات الخلاف القواتي ـ العوني وصولاً الى الحلفاء بالقول والسؤال عن الحسابات كل طرف منهما والظروف المقبلة الاقليمية والمحلية التي يمكن ان تتخطى الفريقين مع ما تحمله من سلبيات وفي مقدمها صفقة القرن والصراع بين ايران والسعودية وبداية الحلحلة بين الرياض وطهران.