IMLebanon

الجماعة والعونيون من صيدا إلى الشوف

 

بين التيار الوطني الحر والجماعة الإسلامية رحلة سياسية محددة الاتجاه، تقودهما معاً إلى المحطة الانتخابية في السادس من أيار… في دوائر محددة وعلى أساس عناوين فضفاضة، ومن بعدها، يفترقان

 

حتى ليل أمس، بقي مصير ترشيح وسيم علوان، مرشح الجماعة الإسلامية عن المقعد السني في دائرة الشمال الثانية (طرابلس والمنية والضنية) معلقاً. الأخذ والرد في أمر هذا الترشيح مرتبط بإعلان كوادر في الجماعة في الشمال قبل يومين أن قيادتهم قررت سحب ترشيح علوان بعد فشل التحالف الانتخابي الجدي مع أي من القوى المعنية في هذه الدائرة. إلا أن عضو المكتب السياسي في الجماعة بسام حمود، نفى لـ«الأخبار» توجه الجماعة لسحب أي من «المرشحين الثابتين» كما وصفهم. «لا قرار بانسحاب أيٍّ من مرشحي الجماعة في كل الدوائر» يشدد حمود. الثابتون هم إلى علوان، نائبها الوحيد عماد الحوت في دائرة بيروت الثانية ومحمد شديد في دائرة عكار وبسام حمود في دائرة صيدا – جزين، فضلاً عن دعم ترشيح سلام سعد في دائرة الشوف ـ عاليه.

 

دشنت الجماعة معركتها الانتخابية نهاية العام الماضي، عندما أعلنت عن عشرة مرشحين في المناطق ذات الغالبية السنية، بينهم رئيس مكتبها السياسي أسعد هرموش (الضنية). سقطت الأسماء تباعاً، لتقتصر على أربعة ثابتين وصديق خامس. فإلى ماذا يستند «الإخوان» في ما بقي من ترشيحات؟

«القيادة تدرس خياراتها في كل الدوائر»، يقول بسام حمود، في معرض توضيحه لمسار المفاوضات مع القوى الأخرى. لكن مصادر مواكبة أكدت أن الجماعة قد تصل إلى حائط مسدود في بيروت الثانية. لذلك، لم يحسم مصير عماد الحوت حتى مساء أمس، في ظل ترجيحات بأن ينضم إلى لائحة صلاح سلام، وتقول المصادر إن الأمر رهن بقدرة سلام على مقاومة ضغوط مصرية يمكن أن يتعرض لها للتراجع عن التزاماته. في المقابل، شكل ترشح أحد مؤسسي الجماعة المتمول عصام برغوت ضمن لائحة رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي عامل إرباك بين إخوان لبنان في العاصمة. وتردد أن ترشح الأخير سببه خلافات شخصية مع الحوت.

 

حمود لـ«الأخبار»: لا قرار بسحب أيٍّ من مرشحي الجماعة في كل الدوائر

 

هل هناك من يريد محاصرة الجماعة التي بايعت في انتخابات عام 2009 تيار المستقبل؟

لا يستبعد حمود تعرض بعض القوى السياسية اللبنانية لضغوط لعدم التحالف مع الجماعة بسبب موقف بعض الدول من الإخوان المسلمين. تؤكد مصادر أخرى في الجماعة أن «السعودية ومصر والإمارات ضغطت على الرئيس سعد الحريري، فكان أن استجاب. في حين أن الإمارات ضغطت على التيار الوطني الحر الذي رفض الاستجابة».

غموض مصير الحوت وعلوان في بيروت وطرابلس يقابله انقشاع الرؤية السياسية في عكار وإقليم الخروب وصيدا – جزين. إذ أكد حمود لـ«الأخبار» أن «الحوار بين الجماعة والتيار الوطني الحر في معظم الدوائر أحرز تقدماً مهماً، قد يفضي إلى تشكيل لوائح في الساعات المقبلة». صيداوياً، تشير المعطيات الأخيرة إلى أن العونيين والإخوان وعبد الرحمن البزري توافقوا على خوض الانتخابات بلائحة واحدة مكتملة قوامها البزري وحمود عن المقعدين السنيين في صيدا وأمل أبو زيد وزياد أسود عن المقعدين المارونيين. أما مرشح المقعد الكاثوليكي، فمن المرجح أن تميل الكفة إلى مصلحة المرشح العوني جاد صوايا على حساب زميله سليم الخوري.

ما يسري على صيدا وجزين سيتمدد باتجاه الشوف ـ عاليه، حيث قطعت المفاوضات بين الجماعة والنائب طلال إرسلان والتيار الحر شوطاً متقدماً باتجاه إنجاز لائحة مكتملة تتمثل فيها الجماعة بمرشحها عن المقعد السني سلام سعد.