IMLebanon

هل يستفيد لبنان من مُعادلة التقارب العربي ـ العربي؟ 

 

 

تؤكد مرجعية سياسية حزبية أن التواصل العربي ـ العربي، وما جرى في الأيام الماضية من أجواء انفتاحية على دمشق، من شأنه أن يؤدي إلى حلحلة في الداخل اللبناني، لا سيما على صعيد الإستحقاق الرئاسي، نظراً لترابطه الداخلي والإقليمي، وهذا ما سبق أن شهده البلد في محطات مماثلة من خلال المعادلات التي أرست بعض القواعد السياسية كمعادلة “السين ـ سين”.

 

ومن هنا، ترى المرجعية المذكورة أن ما استجدّ في الأيام القليلة الماضية من تطورات على هذا الصعيد، من شأنه أن يبلور المعطى الرئاسي من جوانبه كافة، إن لجهة هوية الرئيس والتوافق عليه، ومن ثم دفع الأطراف اللبنانية كافة إلى السير في المعادلات المقبلة على لبنان جراء هذا التوافق العربي ـ العربي، والذي وفق المطلعين والمتابعين، سيشهد في الأسابيع المقبلة مؤشّرات إيجابية إضافية،في ضوء المعطيات التي برزت مؤخراً، قد تغيِّر وتبِّدل في المشهد السياسي اللبناني، لا سيما الرئاسي، ولهذه الغاية يتوقع بأن يكون الشهر الجاري مدخلاً أساسياً لبلورة الصورة الرئاسية وما سترسو عليه، إن على صعيد اختيار المرشح والتوافق عليه، والذي قد يأتي ربطاً بما جرى في دمشق مؤخراً من انفتاح وتقارب عربي.

 

وبمعنى أوضح، لا يستبعد وفق المعطيات وما ينقل عن كبار السياسيين، من إعادة خلط أوراق سياسية ورئاسية على وجه الخصوص، بفعل ما يحصل راهناً عربياً ودولياً، ولذلك فإن لبنان مقبل على مرحلة جديدة ناتجة عن عدة عوامل:

 

ـ أولاً: التقارب العربي الذي من شأنه أن يعكس هذه المناخات العربية الإيجابية على ساحته العربية.

 

ـ ثانياً: أن التدهور الإقتصادي الذي أخذ أشكالاً دراماتيكية،يأتي في الوقت الضائع سياسياً محلياً وعربياً ودولياً، وعلى خلفية مسائل قضائية وتصفية حسابات بين بعض الأطراف، التي بدأت تظهر معالمها في كل ما جرى مؤخراً، وترك ارتدادات سلبية على غير صعيد ومستوى.

 

ـ ثالثاً: إن الشغور الرئاسي وما يواكبه من خلافات وانقسامات، إن على خلفية انعقاد جلسات مجلس الوزراء، وما يجري في مجلس النواب وانسحاب نواب تكتل “لبنان القوي” من الجلسة، فهذه المسائل من شأنها أن تؤجِّج الصراع السياسي الداخلي. وثمة توقّعات في هذا الإطار، أن يشهد البلد تصعيداً بالجملة، إن على صعيد المواجهات بين “التيار الوطني الحر” مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وكانت مؤشّراته واضحة خلال اجتماع اللجان النيابية المشتركة، وما سبقها أمس الأول من جلسة لمجلس الوزراء، وهذا “الكباش” سيستمر بأشكال مختلفة في مرحلة الشغور الرئاسي إلى حين انتخاب الرئيس، أو الوصول إلى تسوية رئاسية ستأتي إما من خلال توافق الدول الخمس وضغوطاتهم المستمرة على المعطلين في لبنان، أو ما سيقدمون عليه في الأيام القادمة، على اعتبار أن ثمة أجواءً أن التشاور مستمر بين الدول الخمسة التي التقت في باريس، أو بفعل الأجواء التي ظهرت مؤخراً من خلال التقارب العربي ـ العربي.

 

ويبقى أخيراً، أنه، وأمام هذه الأجواء الصاخبة التي تشهدها الساحة الداخلية، فإنه، وإلى حين انتخاب الرئيس أو التوصل إلى حلول ما، إذا نجح المعنيون في ذلك، فإن الوضع الراهن يبقى بمثابة القنابل الموقوتة سياسياً واقتصادياً وأمنياً،لا سيما بفعل التطورات المالية والإجتماعية التي من شأنها أن تفجِّر الوضع برمّته في حال بقيت الأمور على ما هي عليه.