IMLebanon

اللقاء التشاوري العربي وجدول الأعمال الإيراني

 

 

بينما كان اللقاء التشاوري لوزراء الخارجية العرب منعقداً في الكويت كانت ايران ترفض دعوة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى «تهدئة إقليمية» وتحديداً في اليمن ولبنان، ولم تمضِ ساعات على انتهاء اللقاء وإجراء الاتصال بين ماكرون والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حتى أطلق الحوثيون أحد صواريخهم الإيرانية في اتجاه دولة الإمارات العربية.

 

حسب مراسل صحيفة»الجريدة» الكويتية في طهران فإن مصدراً مقرباً من رئيسي كشف أن ماكرون طلب منه الضغط على الحوثيين لوقف تصعيدهم ضد الإمارات وإظهار بادرة حسن نية بشأن اليمن للسعودية ليعود البلدان الى جولات الحوار المتوقفة بينهما منذ أيلول، لكن رئيسي قال «إن حل الأزمة اليمنية ليس في يد طهران».

 

وبحسب المصدر تطرق ماكرون للملف اللبناني وطلب من ايران الحد «من عدوانية «حزب الله» ضد دول الخليج وإبداء انفتاح على المبادرة الكويتية» بشأن لبنان، لكن رئيسي إعتبر أن المطالب الخليجية تقترح نزع سلاح «حزب الله»، «وهذا أمر غير مطروح للنقاش!».

 

أجوبة رئيسي على طلبات الرئيس الفرنسي، ثم الصاروخ الحوثي ضد الإمارات، كانت في الوقت نفسه رداً على الإجتماع العربي التشاوري وعلى المبادرة الكويتية الخليجية الدولية بشأن لبنان وطريقة إيرانية لفرض جدول أعمال عربي مختلف بقوة صواريخ الأذرع الايرانية المنتشرة من العراق الى لبنان واليمن.

 

كانت الكويت مُحقّة في إعطاء اللقاء الوزاري صفة «التشاوري» أو فرصةً لـ»عصف أفكار»، وليس اجتماعاً يتخذ قرارات يحيلها إلى التنفيذ. كان الجميع في حاجة، مرة أخرى، إلى التأكد من أن ما يواجهونه في لبنان واليمن والعراق هو قرار إيراني بتفجير المنطقة وليس البحث عن تسويات لمشكلاتها وأزمات أوطانها. وربما يكون الإجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب برئاسة الكويت وعشية القمة العربية المفترضة في آذار قادراً على استخلاص العِبر والدروس واتخاذ القرارات اللازمة في مواجهة أفظع خطرين يتهددان العالم العربي، قضية فلسطين التي قامت جامعة الدول العربية من أجلها، والمشروع المذهبي الإيراني الذي يكمل ما بدأ على ارض فلسطين.