لا يزال الوضع الجنوبي وما يحصل في فلسطين يسرق الأضواء عن غيره من العناوين السياسية الداخلية، لا سيما في ضوء التطورات الداماتيكية في الساعات ألـ 24 الماضية، وفي هذا السياق، سألت “الديار” عضو كتلة “التحرير والتنمية” النائب أشرف بيضون عن تردّدات ما يحصل في غزة على لبنان، فاعتبر أن “ما يحدث اليوم في فلسطين المحتلة، وما يحدث بشكل عام يصبّ في خانة تحوّل استراتيجي على مستوى الصراع العربي ـ “الإسرائيلي”، بحيث ضرورة أن تأخذ كل القوى السياسية إنعكاسات هذا التحوّل على الداخل اللبناني من زاوية استحقاق رئاسة الجمهورية بصورة إيجابية، وتحويل هذا النجاح العسكري إلى قوة داخل لبنان، من خلال تكاتفنا جميعاً وإدراكنا أن الحلول أولاً وآخراً لن تأتي إلا من الداخل، أما كل من له علاقة بالخارج فهو يعمل وفق أجندة خاصة به، ووفق حساباته الذاتية ومصلحة دولته، وبالتالي علينا أن نعمل نحن كقوى سياسية لمصلحة وطننا لبنان، وهذه هي الخلاصة، أما إذا استمرينا في الإنقسام الحاصل لن نصل إلى ي نتيجة”.
وعما إذا كان هذا الوضع الخطير سيسرِّع عملية انتخاب الرئيس، أشار إلى أنه “من الضروري حصول هذه الإنتخابات، لأنه إذا كان للبنان أي دور على الصعيد الإقتصادي في المنطقة، فيجب أن ينتظم عمل المؤسسات، ويجب أن نكون ككتل سياسية وكتل برلمانية متّحدين حول هدف واحد هو حماية لبنان وسيادته، ومقاربة كل الإستحقاقات القادمة إن على المستوى النفطي أو الإقتصادي والمالي والمصرفي، إلى ملف النزوح السوري من زاوية وطنية وجامعة، ونوحِّد كلمتنا أمام المجتمع الغربي والدولي لتكون كلمة واحدة لا تعلو كلمة لبنان ككل”.
وعن مخاوف من دخول لبنان في الصراع الحاصل، لفت إلى “أن ما يحصل من عمليات حربية على الحدود، لا يعدو كونه ضمن الخط الأزرق، وهو حق مشروع وفق البيان الوزاري، وكل المواثيق الدولية تحدثت عن تحرير المواقع المحتلة من العدو الإسرائيلي، فالوحدة الوطنية هي الأساس كما التماسك لنعبر هذا الطوفان، إذا صحّ التعبير، ولنتمكن من حماية لبنان،لأن هذا الوطن هو للجميع وليس فقط لفئة دون الأخرى”.
وكونكَ نائبا جنوبيا، هل من حالة خوف لدى أهل الجنوب من أي تصعيد أو اتساع لرقعة القصف، يشير بيضون إلى “وجود حذر، ولكن لا خوف، هناك إدراك بأن أي مغامرة تجاه الأراضي اللبنانية ستكون مكلفة جداً، فتداعيات النجاح التي حقّقته حركة حماس على الداخل الإسرائيلي كبيرة جداً، ولن تظهر تردّداته اليوم، إنما ذلك يتطلّب بعض الوقت وستكون كارثية بالنسبة للعدو الإسرائيلي”.
واعتبر أن “الصورة التي عكسها مطار بن غوريون وخوف الإسرائيليين خير دليل على حالة الرعب التي يعيشها العدو الإسرائيلي، وفكرة التطبيع والترويج لأي تطبيع سقطت إلى غير رجعة، بعدما استطاع فرسان غزة بضربة قاضية واحدة إجهاض كل المحاولات التي حاول البعض رسمها من خلال السلام والتطبيع كما أسموها”.
واكد بيضون ” ان العنوان الأساس بما يعنينا في لبنان أننا يجب أن نتحلى بالحكمة الوطنية، ونتداعى جميعاً للإلتفاف حول بعضنا البعض لأننا جميعنا بحاجة لبعضنا وإلى التضامن مع بعض، وإذا أحسن اللبنانيون اليوم إستغلال ما حصل على الساحة الفلسطينية سينعكس إيجاباً على الداخل اللبناني، لا سيما على الإستحقاق الرئاسي، لأن الجميع أيقن اليوم أن ما من قوة قادرة على إحداث أي خرق بالنسبة للوضع اللبناني، ما عدا التعاضد بين اللبنانيين، لذلك الحوار والتوافق بين اللبنانيين للخروج بمبادرة صنع في لبنان لانتخاب رئيس جمهورية يكون الرأس لكل القوى السياسية في لبنان”.