IMLebanon

تنسيق لبناني- عربي- أميركي في عمّان قبل القمّة العربيّة لضمان وقف “الإعتداءات الإسرائيليّة” على غزّة وعلى لبنان!!! 

 

 

يبدو أنّه بدأ العدّ العكسي بالبحث الجدّي لحلّ القضية الفلسطينية وعدم تصعيد حرب غزة لتشمل لبنان وسائر دول المنطقة، وهو يسير على السكّة الصحيحة، لا سيما بعد خطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله الأخير الذي حدّد فيه بوصلة الحرب الحالية الدائرة بين حركة حماس والعدو الاسرائيلي، ولم يذهب الى إعلان الحرب عليه، إنّما حذّره من تصعيدها قائلاً: “نقول للعدو الذي قد يُفكّر بالإعتداء أو شنّ عملية إستباقية على لبنان، أنّك سترتكب أكبر حماقة في تاريخك”، مشدّداً على أنّ “أي تصعيد من إسرائيل سيؤدّي الى حرب شاملة”.

 

أوساط ديبلوماسية عليمة أكّدت أنّه فُهم من خطاب السيّد نصرالله الأخير أنّه لا يريد فتح جبهة جديدة موسّعة للحرب مع “إسرائيل”، الأمر الذي طمأن الناس القلقين وهدّأ النفوس بعض الشيء، لا سيما ما قاله الأمين العام عن أنّ الهدف الأول هو وقف الحرب على غزّة.

 

من هنا، تستمر الإتصالات بشكل مباشر بين دول المنطقة، ومع الولايات المتحدة الأميركية لوضع حدّ لحرب غزّة، على ما أضافت الاوساط، والذهاب الى حلّ عملي يوقف إطلاق النار، كما تقوم منظمة التعاون الإسلامي والدول العربية بالمشاورات، وصولاً الى القمّة العربية المزمع عقدها الأسبوع المقبل في 11 تشرين الثاني الجاري.

 

فالولايات المتحدة، على ما ذكرت الأوساط نفسها، بدت مطمئنة لخطاب السيّد نصرالله الذي لم يذهب الى التصعيد، خصوصاً وأنّها كما تدعي قد ركّزت جهودها خلال الأسابيع الماضية، كما في جولات وزير خارجية بلادها أنطوني بلينكن على منع التصعيد في المنطقة، لا سيما على الجبهة اللبنانية. ورأت الاوساط بأنّ الإجتماع الذي عقده بلينكن مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يوم السبت، قد بحث في أولوية العمل للتوصّل الى وقف إطلاق النار في غزّة، ووقف العدوان الإسرائيلي عليها، كما على جنوب لبنان، وهو يصبّ في اللقاءات والجهود المبذولة للتهدئة وعدم التصعيد. وقد شدّد بلينكن على أنّه “يبذل جهده لوقف العمليات العسكرية لغايات إنسانية، على أن يترافق ذلك مع بدء البحث في معالجة ملف الأسرى”.

 

كذلك، فإنّ عقد بلينكن إجتماعاً تنسيقياً مع وزراء خارجية كلّ من السعودية ومصر والأدرن والإمارات وقطر وفلسطين، في ظلّ التحضير لعقد القمّة العربية على مستوى الرؤساء يوم السبت المقبل، كان بهدف التنسيق بين الدول العربية والولايات المتحدة على ما سيخرج عن هذه القمة من بيان ختامي، بأن يتضمّن البيان الدعوة الى وقف الحرب الإسرائيلية على غزّة، نظراً لما تتسبّبه من كارثة إنسانية في القطاع، وهذا لا يُمكن أن تلتزم به “إسرائيل” ما لم يضغط بلينكن عليها للإستجابة الى هذا الأمر. وعندها تخرج القمة العربية ببيان ختامي حاسم يدعو الى الوقف الفوري للإعتداءات الإسرائيلية، والى أولوية دخول المساعدات الإنسانية للقطاع، مع رفض التهجير وإنهاء الإحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية كحلّ لإنهاء الصراع، ومن ثمّ البحث في تبادل الرهائن.

 

وعن ماهية الحلّ السياسي لقطاع غزّة، وإذا كانت تُوافق عليه جميع الأطراف أي حماس والسلطة الفلسطينية و”إسرائيل”، فتجد الأوساط عينها، أنّه ليس واضحاً حتى الآن، إذ ثمّة إحتمالات عديدة مطروحة، منها نشر قوّات عربية في غلاف غزّة للحفاظ على الأمن والسلم، أو ربّما قوّات متعدّدة الجنسيات شبيهة بقوّات “اليونيفيل” في لبنان، لعدم تجدّد الصراع في المستقبل.. غير أنّ مثل هذه الأمور لا تزال مجرّد إقتراحات، في ظلّ وجود المبادرة العربية للسلام التي أقرّت في قمّة بيروت في العام 2002، وحلّ الدولتين الذي سبق وأن وافقت عليه إسرائيل.

 

وأكّدت الاوساط أنّ أميركا لا يمكنها أن تتحمّل ما يحصل من مجازر إنسانية بحقّ المدنيين في غزّة، لا سيما مقتل عدد من الأجانب بينهم 39 فرنسياً، على ما أفادت المعلومات، لهذا سوف تسعى بكلّ جهودها الى وقف العدوان الإسرائيلي على غزّة الذي استمر من خلال دعمها له. وقد باتت متيقنة أن استمرار العدوان لن يوصل إلّا الى مخاطر أمنية غير متوقّعة في المنطقة والعالم. ولهذا فقد طرحت أن تعود السلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزّة، أي كما كان عليه الوضع قبل العام 2007، ولكن حركة حماس قد لا توافق على مثل هذا الإقتراح.

 

ويتمّ حالياً، وفق الأوساط عينها، البحث في ما بعد الحرب على غزّة، فثمّة أمور عدّة لا بدّ من مناقشتها لإعادة الأمور، ليس الى ما كانت عليه قبل 7 تشرين الأول إنّما الى طبيعتها، اي الى إيجاد واقع جديد لها.

 

وشدّدت الاوساط على أنّ ثلاثة أنواع من التطرّف سوف تنتهي بعد وقف إطلاق النار في غزّة:

 

1- إنهاء التطرّف في المنطقة لا سيما التطرّف اليهودي الذي يقوده رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو المغطّى من الغرب.

 

2- إنهاء الصراع حول جعل القضية الفلسطينية بين المسيحيين والمسلمين.

 

3- إنهاء الحلول العسكرية وفهم حق الشعب الفلسطيني بإنشاء دولته والعودة الى حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني- “الإسرائيلي”، أي انتصار مبادرة السلام العربية.

 

فضلاً عن إعادة تشكيل الحالة الحضارية في المنطقة من اليمن مروراً بالعراق وسوريا ولبنان وفلسطين، لان هذه الشعوب تستحق العيش بسلام، وأن يحصل هذا الأمر بتنسيق عربي-عربي، وعربي- دولي. وقد بدأنا نرى بدايته الآن. مع الإشارة الى أنّ ما يشهده العالم من رأي عام أميركي وأوروبي وغربي سوف يُسقط الحكومات المتطرّفة، بغضّ النظر عن الانحيازات التي شهدناها في الأيام الاولى من عملية طوفان الاقصى.