IMLebanon

يستعيد العرب هيبتهم عندما يستعيدون تضامنهم

سرّ تفوّق أميركا يكمن في نظامها وليس في قيادتها وشخصية رئيسها، وذلك على نقيض ما هو شائع في ثقافتنا وبلادنا العربية. قوة النظام تعني ان وصول الرئيس القوي الى البيت الأبيض، يزيد من قوة أميركا ومصالحها وحضورها في العالم… ولكن قوة النظام تعني أيضا انه مع وصول سياسي متقلّب أو متلاعب أو ضعيف التفكير والرؤى الى الرئاسة، فان تركيبة النظام لا تحصّنه بالكامل ضد القرارات المتهوّرة أو الطائشة. وغالبا من يدفع الثمن هم الأميركيون وأميركا والعالم معا، وذلك من خلال الخسائر في السياسة والأرواح والاقتصاد والمال، كما حدث في عهد الرئيس جورج بوش الإبن وما رافق عهده من نزق سياسي وطيش عسكري!

ما يعاني منه العرب اليوم هو نتيجة تراكم لسياسات عدائية لأميركا ضدّ العرب وحضارتهم العربية والاسلامية، ولكنها بغلاف من النفاق السياسي والدبلوماسي وبزعم ان أميركا هي صديقة لبعض العرب ولكن ضد بعضهم الآخر! وكانت هذه السياسة مضمرة في السابق، ولكنها أخذت تزداد وضوحا وعلنية في السنوات الأخيرة، مع نجاح استراتيجية أميركا بضرب مواقع القوة لدى العرب تباعا. وما حدث ان مؤسسات الحكم العربي ازداد ضعفا وانطواء على نفسها مع الوقت، وضعفت أواصر التضامن في ما بينها، وتطور ذلك الى عداء بين بعض الأنظمة العربية نفسها، بدلا من انصرافها كما في السابق الى مواجهة عدوّها الطبيعي… اسرائيل.

مع تلاشي ملامح التضامن بين العرب، تلاشت الهيبة العربية في العالم، ولم يعد يُحسب لها حساب! ووصلنا اليوم الى زمن، حتى مع وصول رئيس مثير للجدل الى الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية، فانه يتحوّل الى رمز وملجأ وملاذ لبعض العرب، لا لشيء إلاّ لأنه يساندهم في عدائهم لعرب آخرين! وفي البيت الأبيض اليوم رئيس كل رأسماله انه كسب المليارات في حياته الشخصية بصرف النظر عما اذا كان فعل ذلك بطريقة قانونية أم غير قانونية! وعلى الرغم من وجود رأي عام أميركي يعتبر رئيسه الحالي فاشلا، فان بعض العرب منبهر به، ويدفع له بسخاء منقطع النظير!

يستعيد العرب هيبتهم وتوازنهم، عندما يستعيدون تضامنهم…