رفع قائد الجيش العماد جوزاف عون الصوت عالياً محذراً الجميع. وتحذيره لا يستثني أحداً. انها رسالة الى جميع السياسيين الذين بالرغم من انهيار البلد على الصعد كافة الاقتصادية والأمنية، والأهم المالية، وارتفاع نسبة الفقر بشكل غير طبيعي، وهذا يحدث لأوّل مرة في تاريخ لبنان حسب دراسات البنك الدولي، فإنّ أكثر من 60٪ من الشعب اللبناني باتوا تحت خطر الفقر.
عودة الى كلام العماد جوزاف عون لنقول إنها المرة الثانية التي يحذّر فيها العماد السياسيين وأهل الحكم جميعهم، وهو لا يستثني أحداً، وهنا لا بد من أن نتوقف عند بعض المحطات الأساسيّة، فنبدأ بما قاله العماد جوزاف عون حرفياً، حرصاً منا على إيصال حديثه الى الجميع.
بدأ العماد بجملة تساؤلات تحمل معاني عميقة وبعيدة خلال لقائه مع أركان القيادة وقادة الوحدات، وهي:
أولاً: شو ناويين تعملوا؟
ثانياً: هل تريدون جيشاً أم لا؟
ثالثاً: لقد وصلت الأمور الى موضع صار الصمت جريمة…
رابعاً: لم يعد بمقدورنا أن نسكت.
خامساً: نحن نعرف الهدف من شن الحملات على الجيش… وهذا لن يحصل في أيامي.
سادساً: أكد العماد بأنّ الجيش سيظل متماسكاً… وهو لن يسمح بتكرار ما حدث عام 1975.
سابعاً: رد العماد على الحملات الموجهة ضدّه من قِبَل بعض السياسيين فقال: أدعو المسؤولين الى زيارة الحدود التي لم يصلوا يوماً إليها للإطلاع على الأوضاع هناك.
ثامناً: ودعا العماد السلطة السياسيّة للقيام بواجباتها، في قضيّة ترسيم الحدود مع العدو الإسرائيلي، بدل التلهّي بالمساجلات والمماحكات.
تاسعاً: أكد قائد الجيش أنّ الجيش اللبناني سيواصل تحمّل مسؤولياته، وهو على مسافة واحدة من الجميع… فالجيش أمام استحقاقات كبيرة.
عاشراً: ان لبنان يعاني في هذه الأيام وجعاً إقتصادياً، ويمرّ بأزمة سياسيّة خانقة وسط تخلخل إجتماعي وتفكك بين القوى، وبطالة متفشية… وانهيار نقدي ومالي لافت، فنحن نحذّر من الوضع المتفجّر.
حادي عشر: عن موازنة الجيش قال: هل يريدون جيشاً أم لا؟ فالموازنة لا تكفينا… وأشار العماد الى أنّ قيادة الجيش انتهجت سياسة التقشّف في الطعام، فألغيت اللحوم من الوجبات، واكتفى القيّمون على الجيش خلال إعداد الطعام بالضروريات.
ثاني عشر: نحن متهمون بالعيش في نعيم … وهذا باطل… علينا أن نوقف الهدر… وحقوقنا واجبة على الدولة…
ثالث عشر: ردّ العماد على الحملات التي يتعرّض لها الجيش فقال: إنّ هدف الحملات على الجيش، هو ضرب المؤسّسة العسكرية، وتشويه صورتها…
وجدّد قائد الجيش ثقته بهذه المؤسّسة، كما أعلن ثقته الكاملة بالضباط والعسكريين، الذين يقومون بواجبهم على أكمل وجه، كما أكد ثقته بمحبة اللبنانيين لهذه المؤسّسة التي تقف على مسافة واحدة بين مختلف التيارات شرط أن تكون مصلحة لبنان، هي الأساس الذي تُبنّى عليه كل المواقف.