IMLebanon

الجيش يُفكّك الألغام عن طريق.. الانتصار والسلام

 

على طريق الإنتصارات الذي زرعته الجماعات الارهابية بالمتفجرات والعبوات الناسفة، وعلى بعد مسافة زمنية من معركة الفصل التي ألحقت الهزيمة الكُبرى بمشروع تنظيمَي «داعش» و»جبهة النصرة» في لبنان، يسير الجيش بخطى ثابتة نحو فتح آفاق جديدة في عملية الاستقرار وتثبيت الأمن والتي يمضي بها قُدماً بحزم وعزم من دون أن تُلهيه بعض المطبّات والعوائق التفجيرية التي خلّفتها هذه الجماعات وراءها قبل أن تُغلق بوابة الحدود البرية وراء آخر إرهابي من جرود عرسال والقاع والفاكهة ورأس بعلبك.

منذ اللحظة الأولى لإعلان انهزام المشروع الإرهابي في لبنان انطلاقاً من الجرود التي كان استوطنها الارهاب مع بدء الحرب في سوريا، يسير الجيش على طريق وحيد يؤدي بشكل مباشر إلى تحقيق الاستقرار الأمني وتثبيت اللبنانيين في أرضهم، ولا سيّما أهالي المناطق الحدودية بعد أن كانوا رزحوا لفترة تزيد عن خمس سنوات تحت التهديدات بالتهجير والقتل والخطف وتحويل مناطقهم إلى «إمارات» أو «ولايات». جاء الجيش ليُبطل كل هذه «الخزعبلات»، وينتزع الرعب من قلوب الأهالي، فكانت معركة «فجر الجرود» التي قضت على أحلام هؤلاء وأوهامهم وأخرجتهم بشكل نهائي من البلد الذي حاولوا أن يجعلوا منه موطئ قدم لمشروعهم الإجرامي.

بعد طردهم، ترك عناصر «داعش» و»النصرة» وراءهم، «أشواكاً» في الجرود، عبارة عن متفجرات وأحزمة ناسفة وقنابل جميعها موصولة بصواعق ومعدة للتفجير، أوّلاً بهدف قتل أكبر عدد ممكن من الأهالي الذين سيعودون إلى مزاولة أعمالهم في الجرود وزرع بساتينهم كما كان الحال قبل وجود الارهاب، وثانياً من أجل ارباك الجيش واعاقة عمله وتقدمه في عملية استتباب الامن. وفي هذا السياق تؤكد مصادر عسكرية لـ «المستقبل» أن «وحدات الهندسة في الجيش، قسّمت المناطق الجردية التي استعادتها من التنظيمات الارهابية، إلى مناطق متعددة بهدف تسهيل عملية تفكيك العبوات والمفخخات التي زرعتها تحت الأرض أو بين الاشجار أو حتى داخل أوكارها السابقة»، مؤكدة أن «هذه الوحدات تمكنت منذ هزم الارهاب في الجرود وحتى اليوم، من تفكيك مئات العبوات التي كانت زُرعت بهدف إلحاق أكبر أذى مُمكن، بعناصر الجيش والأهالي، والجيش يستكمل هذه المهمة حتى الانتهاء منها بشكل كامل ومن دون أن يبقى أي أثر لهؤلاء الجماعات».

ليست الصدفة هي التي توصل وحدات الجيش المنتشرة في الجرود إلى مخازن الأسلحة والعبوات المزروعة هناك، بل هناك عمل دؤوب ومُضنٍ وشاق يبدأ من الفجر وحتى غياب الشمس ينتج عنه عشرات العلامات أو الاشارات التي تضعها وحدات من فوج الهندسة والتي تدل على أن المكان مزروع بالألغام. ومن ضمن عملية نزع العبوات، استحدث الجيش في الجرود طرقات جديدة وأعمال تفتيش بتقنية عالية، بحثاً عن الألغام والعبوات والأفخاخ لمعالجتها فوراً. وآخر هذه الانجازات، تفجير 3 عبوات أمس في جرود رأس بعلبك، وتحذير المواطنين من وجود أماكن فيها عبوات وأحزمة ناسفة وألغام مضادة للأشخاص والآليات وذخائر وأجسام مشبوهة.

بدوره، يشدد رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري لـ «المستقبل» على أن «العراسلة يتبعون تعليمات الجيش ويُنفذونها بحذافيرها خصوصاً في الشق المتعلق بوجود الغام في الجرود، وقد قام بوضع «علامات» حول الأمكنة المشبوهة بالإضافة إلى وضع «سياج» حول العبوات التي يصعب تفجيرها في وقتها»، مؤكداً أن «خطأ ما حصل أدى إلى مقتل المواطن يوسف أحمد الحجيري من خلال انفجار عبوة فيه، لأن الجيش كان وضع سياجاً حول المكان نفسه، لكن يبدو أن هناك من نزع السياج عن طريق الخطأ سواء من الأهالي أو غير الأهالي. لكن بشكل عام فإن وحدات الهندسة في الجيش، تقوم بكل ما يلزم من أجل حماية أرواح المواطنين».

من المعروف أن جبهات القتال في الجرود بشكل عام، كانت تخضع للعديد من طرق الحماية بحيث كانت جميع الأطراف تقوم بزرع عبوات حول مراكزها خوفاً من عمليات تقدم. في هذا السياق تؤكد المصادر العسكرية أن «الجيوش عادة، وعند لجوئها إلى هذا النوع من الحماية لمراكزها، تقوم بوضع خريطة شاملة للمنطقة المزروعة بالعبوات وذلك بهدف تفكيكها بعد إنتهاء الحرب، ولا يغيب عن بال أحد، أن الجيش اللبناني هو في طليعة الجيوش التي تتقيّد بقواعد الحرب»، جازمة بأن الجيش فكّك جميع العبوات التي كان وضعها أمام مراكزه في الجرود والتي كان الهدف منها، إفشال أي محاولة تقدم للجماعات الارهابية».

والمعلوم أيضاً أن الجماعات الارهابية طورت عملها خلال الفترة السابقة في عمليات تصنيع العبوات وطريقة زرعها. ومن أبرز انواع العبوات التي تستخدمها: «المسطرة» وهي عبارة عن صفيحتين معدنيتين يتم الفصل بينهما بقطعة جلدية مربوط طرفاهما عبر سلكين يتصلان ببعضهما ما إن تطأهما قدم أو عجلة حتى تنفجران. وعبوة «الارخاء» وهي التي تنفجر عند فتح باب غرفة لدى مداهمة المكان، وعبوة «الشد» وهي تنفجر عند شد الجسم المربوط بسلك توصيل، كتلغيم كتاب القرآن الكريم لينفجر ما إن يُفتح غلافه. وكذلك هناك عبوة يُطلق عليها «مصائد المغفلين»، وتنفجر بسبب غفلة الشخص عنها، مثل الاقلام الملغمة، أو المواد الغريبة التي قد تجذب الشخص لفتحها لتنفجر به. إضافة إلى ألغام «فالمارا» المخصصة للدبابات والآليات العسكرية، وتنفجر حال مرور المركبة أو الآلية فوقها، وألغام «في آكس» وهي ألغام ارضية مضادة للأشخاص تؤدي إلى بتر الأرجل لحظة انفجارها بالأشخاص الذين يدوسون عليها.