Site icon IMLebanon

الجيش في عيده: تحديات متراكمة واستعدادات.. ولكن؟!

يحتفل لبنان، في أول آب اليوم بعيد الجيش، في ذكراه الثانية والسبعين، وستقام بهذه المناسبة الوطنية سلسلة احتفالات، من أبرزها الاحتفال الذي يرعاه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون (ابن المؤسسة العسكرية) في الكلية الحربية في الفياضية، وستكون له كلمة بالمناسبة أعدت باتقان، في حفل تخريج تلامذة الضباط الذين سيقلدهم سيوفهم..

احياء الذكرى هذا العام، سيكون ولا شك مختلفاً عن العديد من السابقات، والجيش، قيادة وضباطاً ورتباء وجنوداً في صلب المواجهات الحقيقية للمخاطر والتحديات التي تواجه لبنان، والتي في بعضها ارتدادات لما يحصل في المحيط الاقليمي، وليس من خيار سوى المواكبة الأمنية اللازمة والضرورية لإبعاد المخاطر عن لبنان، دولة وشعباً ومؤسسات، خصوصاً وان «ادخال لبنان في آتون الحروب الدائرة في المنطقة، مرفوض من الغالبية، لاسيما وان هذه «الحروب من حولنا تكاد تنتهي» على ما كان قال الرئيس عون في وقت سابق..

لم ينزو الجيش اللبناني، ولم يتقوقع، ولم يستسلم لشعارات سابقة من مثل ان «قوة لبنان هي في ضعفه»، بل عمد الى تعزيز قدراته وامكاناته ورفع من مستوى تدريباته وادائه لمواجهة المخاطر والتحديات، وقد أثبت كفاءته وجدارته، على نحو اثار اهتمام العديد من دول العالم، في انجاز مهمته في صون لبنان، والذود عنه وحماية الحدود الوطنية وحفظ البنيان الوطني، والتصدي للإرهاب أيا كان مصدره، الحدود الجنبوية او الحدود الشرقية، حيث الارهاب واحد، تكفيرياً كان أم اسرائيلياً..

وعلى الرغم من انجاز المرحلة الأولى من الاتفاق الذي أبرم، بعد معركة «تحرير جرود عرسال» برعاية المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، والبدء بالمرحلة الثانية، حيث كان للجيش اللبناني دور بالغ الأهمية والتأثير.. وفي قناعة عديدين، ان ما حصل في جرود عرسال وما نتج عنه يعتبر انجازاً بالغ الأهمية على المستويات الوطنية كافة، كما على المستويين الاقليمي والدولي.. وان هذا الانجاز ما كان ليكون وليكتمل على ما آل اليه لولا الدور المركزي للمؤسسة العسكرية التي تعد نفسها لاتمام عملية تحرير الجرود، في القاع وراس بعلبك من مسلحي «داعش» الأمر الذي دعا الى القول بأن الخطر لم ينتهِ بانتهاء وجود» النصرة» في جرود عرسال..

بعيداً عن القراءات التي تحاول التمييز بين طبيعة معركة جرود عرسال، والمعركة المتوقعة في جرود القاع ورأس بعلبك، فإن استعدادات الجيش وصلت الى مرحلة متقدمة جداً.. وذلك على ماقيل من ان عديدين يفضلون معالجة مسألة خروج عناصر «داعش» من جرود راس بعلبك والقاع عبر «مفاوضات».. وذلك من أجل توفير أية خسائر قد تحصل، هذا مع الاشارة الى أنه في نظر عدد من المراقبين والمتابعين فإن «المعركة المتوقعة» ضد «داعش» ستكون أكثر سهولة، بالنظر الى ان محيط هذه «الجماعات» خال من المدنيين والنازحين، كما ان الطبيعة الجغرافية أقل تعقيداً.. ومع ذلك، فإن عديدين يؤكدون ان التفاوض مع «داعش» سيكون أكثر تعقيداً وصعوبة من التفاوض مع «النصرة»؟!.

يراهن البعض على ان نجاح عمليات التفاوض مع «النصرة» وعودة النازحين من جرود عرسال وانسحاب الجميع بأعداد كبيرة الى الداخل السوري، لم يكن ليتم على هذا النحو لولا المواجهة العسكرية الميدانية.. ما يعني ان المواجهة مع «داعش» أمر محتوم، وان القرار في هذا أمر محسوم على رغم ان «حزب الله» لم يشر، بأنه سيكون شريكاً في حرب الجيش على «داعش» في راس بعلبك والقاع.. فإن ما صدر عن رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد كشف النيات لجهة ان «حزب الله» سيكون جنباً الى جنب، تنسيقاً وتخطيطاً وأداءً.. مع الجيش..

يؤكد مطلعون عن كثب على مجرى التطورات، ان أمام الجيش اللبناني «مهمات صعبة في مشروع الدفاع عن الوطن من خلال الاجهاز على العصابات الارهابية في جرود القاع وراس بعلبك.. وتأسيساً على المواقف الصادرة عن «حزب الله» وحلفائه وأنصاره، وتلك الصادرة عن معارضيه، فإن الأنظار تتجه الى جلسة مجلس الوزراء بعد عودة الرئيس سعد الحريري.. خصوصاً وأن فريق «المستقبل» وحلفاءه ومناصريه، متمسكون بما كان أعلن مطلع الاسبوع الماضي لجهة «اعادة احياء طاولة الحوار الوطني وطرح الاستراتيجيا الدفاعية على النقاش، مهما أخذت من وقت..» وتوسيع مفاعيل القرار الدولي ١٧٠١ ليطاول سلسلة حدود لبنان الشرقية..

مع تأكيده الحرص على الحوار مع «حزب الله»، وتأمين «السلم الأهلي» وتوفير أجواء تسمح للحكومة والمجلس النيابي بانجاز المطلوب، فإن الحذر من اداء «حزب الله» لم يغب عن التداول.. لاسيما وان «المستقبل» لايزال عند قراءته بأن ما جرى في الجرود لا يمكن ان «يزين» السلاح غير الشرعي، او على الأقل لا يمكن ان يوفر أرضية تجعل «غير الشرعي» متساوياً مع «الشرعي».. خصوصاً أكثر مع ارتفاع الأصوات المعترضة على العديد من الملفات التي أنجزت وفي طليعتها قانون سلسلة الرتب والرواتب، حيث يجد رئيس الجمهورية نفسه في وضع حرج للغاية، وهو يتلقى الطلبات برد القانون لدرسه بروية ومسؤولية «بعيداً عن المزايدات السياسية والاعلامية..»؟!