بعدما فكّكت مخابراتُ الجيش خليّةً إرهابيةً داعشية رأسها المدبّر مصري يتوارى في مخيم عين الحلوة ويُدعى فادي ابراهيم أحمد علي أحمد، كثّف الجيش اللبناني من تدابيره وإجراءاته الأمنية على مداخل المخيم، إثر تردّد معلومات عن محاولة عناصر «داعش» الخروج منه متخفّين.
أوقف الجيش الفلسطيني (شادي.عيسى) شقيق الإرهابي (نمر.عيسى) المقرّب من شادي المولوي وذلك عند الحاجز العسكري لدرب السيم جنوب المخيم، لكنه وبعد التحقيق معه أخلى سبيله.
وعاد مخيم عين الحلوة الى دائرة الضوء على خلفية قضية المطلوبين المتوارين على أرضه من فلسطينيين ولبنانيين ومن جنسيات أخرى، حيث برز المصري المتواري على أرضه والملقب بـ«أبي خطاب» والذي تبيّن لمخابرات الجيش أنه العقل المدبّر لخلية إرهابية «داعشية».
وتوازياً، اتّخذت وحدات الجيش التدابير الإحترازية اللازمة، وهذا الأمر وضع المطلوبين في المخيم في منظار التصويب تمهيداً لتسليم أنفسهم لمخابرات الجيش قبل وقوع ما لا تُحمد عقباه، خصوصاً أنّ «أبو خطاب» معروف في المخيم وكان رفيقاً للإرهابيين خالد السيد ونعيم عباس وعماد ياسين، كما أنّ هناك قنوات اتصال بينه وبين عدد من الإرهابيين الآخرين ما يحتّم على القيادات الفلسطينية اعتقاله وتسليمه الى مخابرات الجيش على نفس طريقة السيد الذي سلمته حركة «حماس» و«عصبة الأنصار» الى الأمن العام، وهذا ما دفع قائد القوة المشترَكة في المخيم العقيد بسام السعد الى وصف الوضع في المخيم بـ«الدقيق».
وعلمت الـ«الجمهورية» من مصدر فلسطيني أنّ مخابرات الجيش في الجنوب طلبت تسليمَ «أبو خطاب» سريعاً خلال اتصالات أجرتها بالسعد وبعدد من المسؤولين المعنيّين في المخيم، بهدف محاكمته على أنه العقل المدبّر والمنظّم للخلية الداعشية التي كانت تخطّط لعمل إرهابي في لبنان، وأنّ السعد كان متجاوِباً، لكن لا مقدرة أمنية لقوته على توقيف «أبو خطاب» الذي يتوارى في حيّ حطين ويتخفّى وهو محزم بحزامٍ ناسف، لكنّ هناك إصراراً لبنانياً على تسلّمه لأنه بات قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار في المخيم وجواره.
وأكد السعد، أنّ القوة المشترَكة متماسكة وتعمل يداً واحدة لتحصين أمن المخيم وإستقراره، وهي ملتزمة قرارات «القيادة السياسية الفلسطينية» في منطقة صيدا، نافياً أن يكون هناك خلافات حول عملها وانتشارها، موضحاً أنّ أعضاء قيادة الأركان عقدوا اجتماعاً للبحث في خطة العمل وآلية تعزيز مواقعها والانتشار في حيّ الطيري بعد استكمال العدد، على أن تكون نخبة قوات الأمن الوطني الفلسطيني في عدادها، فاستمهل الأعضاء مراجعة قيادتهم السياسية من أجل إعطاء الموافقة على المقترحات.
وشدّد السعد على أنّ مخيم عين الحلوة يعيش مرحلة دقيقة، وأنّ أيّ خلاف قد يؤدّي الى التوتير والفوضى وإثارة البلبلة بين الناس، وكلّ القوى الفلسطينية مقتنعة بضرورة العمل والشراكة لحماية المخيم، «ونحن ملتزمون ما أتُّفق عليه في اجتماعَي مجدليون والسفارة الفلسطينية، لجهة تعزيز القوة المشترَكة والانتشار في حيّ الطيري».
من جهتها، التقت النائب بهية الحريري في مجدليون وفداً من لجنتي حيّ حطين وحيّ اللوبية بحث معها الوضع في المخيم عموماً وما يتعلّق بموضوع الجدار الذي يُبنى حوله.
وقال رئيس لجنة حيّ اللوبية أبو وائل زعيتر اثر اللقاء: «وضعنا النائب الحريري بالأجواء ونعرف كم هي تحمل الهمَّين اللبناني والفلسطيني ونحن دائماً نشاورها، وبحثنا معها الوضع في المخيم وخصوصاً موضوع مرور الجدار في بعض النقاط في المنطقة الجنوبية للمخيم، وتفهّمت الواقع وإن شاء الله كل الأمور ستعالَج ونحن كلجنة نتابع الموضوع بالتنسيق مع الجيش اللبناني».
بدوره، أشار رئيس لجنة حيّ حطين علي اصلان الى أنّ «الهدف من الزيارة إنساني، وأنّ الوفد أثار مع الحريري إبقاء «مجمع منصور عزام» ضمن المخيم وليس خارجه، كونه يشكّل متنفّساً لأهل المخيم».
من جهة أخرى، سمع اطلاق نار داخل مخيم عين الحلوة، تبيّن أنّه ناجم عن اشكال فردي قرب عيادة «الأونروا» في الشارع الفوقاني، ولم يفد عن وقوع إصابات، كما لم تتوافر معلومات عن أسباب الاشكال.