Site icon IMLebanon

بمجدك احتميت: الجيش ضمانة الاستقرار

غدًا المشهد المفخرة… باحة المدرسة الحربية في الفياضية ستشهد على ذلك، سيعود التماع السيوف بعد غياب قسري، وسيتجلى تكوين السلطة بأبهى لوحة.

غدًا سيقف أكثر من مئتي تلميذ ضابط للتخرّج: ستلمع النجوم على أكتافهم وستلمع السيوف التي سيتسلمونها من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سبق أن وقف الوقفة ذاتها منذ أكثر من نصف قرن وتحديدًا في مطلع ستينيات القرن الماضي، ليتسلّم سيفه ويحمل الأمانة. اليوم هو يسلّم السيوف وسيكون إلى جانبه عماد آخر هو قائد الجيش جوزيف عون، وسيشهد الجميع على أن أسس الدولة عادت بعد غياب عن هذا المشهد من ثلاثة أعوام حين تسبب الفراغ في سدّة الرئاسة في تعليق تخريج تلامذة الضباط وتسليمهم سيوفهم.

غدًا الإحتفال في المدرسة الحربية، وعلى مسافة أكثر من 120 كيلومترا بين المدرسة الحربية في الفياضية، ورأس بعلبك والقاع، يقف ضابط وجنود الجيش اللبناني في انتظار معمودية جديدة للدم في مواجهة ارهابيي داعش في جرود القاع وجرود رأس بعلبك.

على الطرقات يرتفع شعار الجيش لهذه السنة، ويقول بمجدك احتميت، هذا الشعار مأخوذ من قصيدة مغنّاة عن الأرض والوطن، وتعكس حقيقة أحاسيس اللبنانيين هذه الأيام بأن الحماية هي بمجد الجيش اللبناني، ولولا هذا المجد لكان موضوع الحماية يطرح أكثر من علامة استفهام.

الجيش اللبناني منتشر اليوم على كامل الأراضي اللبنانية: على الحدود وداخليًا: على طول الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وفي الشمال والشرق، وفي الداخل وحول المخيمات، وكم من المرّات تُطلَب منه مهمات طارئة واستثنائية مثل التدخل لحماية تظاهرة أو فك اعتصام أو فتح طريق قطعت بالدواليب المشتعلة.

إذًا، هناك مهام استراتيجية، كما ان هناك مهام تكتيكية يومية طارئة.

بفضل الجيش اللبناني يعيش لبنان حال استقرار قلّ نظيرها، ففي منطقة تعيش براكين الحروب والارهاب، يبقى لبنان عصيًّا على التوترات، لكن هذا الواقع يجب أن يحث المسؤولين على الدفع في اتجاه تحصين المؤسسة العسكرية، ولعلّ الشغل الشاغل للمسؤولين اللبنانيين هو هذا التحدي.

فرئيس الحكومة سعد الحريري كان جلّ اهتمامه في واشنطن أن يثبت المساعدات العسكرية للجيش اللبناني، وقد نجح في ذلك بعدما ضمن استمرار المساعدات السنوية والتي تقدر بثمانين مليون دولار، وهذا الإنجاز تحقق على رغم محاولات العرقلة التي قامت بها بعض المجموعات في واشنطن لوقف دعم الجيش، وقد تبلّغ الرئيس سعد الحريري من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ان خطة الدعم ستستمر.

أما ذروة الدعم الأميركي للجيش اللبناني والتي ستكون رسالة في أكثر من اتجاه، فتتمثّل في زيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون لواشنطن التي ستبدأ في الثلث الثاني من هذا الشهر، وتحديدًا في الثاني عشر من آب.

استقبال واشنطن لقائد الجيش، على رأس وفد من القيادة العسكرية وليس في عداد وفد، يدل على المكانة الرفيعة التي توليها واشنطن للمؤسسة العسكرية، ولا سيما في هذه الظروف بالذات.