Site icon IMLebanon

حلّوا عن الجيش  

غريب عجيب أمر “حزب الله” فهو ليس قادراً على تقبّل قوة عسكرية في لبنان غير قوّته… حتى ولو كانت هذه القوة هي الجيش اللبناني الذي يجمع عليه اللبنانيون ويلتفّون حوله، خصوصاً في هذه المرحلة بالذات وهو يخوض معركة مهمّة جداً على الصعيد الوطني عموماً.

من هنا الحملة المستدامة على الجيش الذي أكّد مراراً وتكراراً، وبصفة رسمية مباشرة، أن لا تنسيق بينه وبين “حزب الله”، ولا بينه وبين جيش النظام السوري، في هذه المعركة الدائرة رحاها في جرود القاع ورأس بعلبك.

ووصلت الوقاحة بالإعلام التابع لـ”حزب الله” وبعض من يكتب نيابة عنه أن يسفّهوا نفي التنسيق وأن يبيّنوا ضمناً وكأنّ الجيش اللبناني عاجز عن القيام بهذه المهمة الوطنية الكبرى… ويتساءلون عمّن يكون صاحب فكرة النفي وعن كيفية إخراجها وتقديمها… ثم يصفون النفي بأنّه خطأ ويوحون بأنّه جسيم: “خطأ من هذا النوع وبهذا الحجم”.

ويقفز الى الأذهان سؤال يطرح ذاته: وهل كان ثمة تنسيق في معركة النهر البارد مع النظام السوري ومع “حزب الله” الذي أعلن أمينه العام السيّد حسن نصرالله بفمه أنّ النهر البارد “خط أحمر” محاولاً التأثير على الجيش كي لا ينفّذ عمليته، ومع ذلك نفذها الجيش وانتصر فيها، علماً أنّ عملية النهر البارد كانت “أصعب بكثير” من معركة الجرود كما يؤكّد عسكري محترف هو العميد شامل روكز، أضف الى أنّ المقاتلين في “البارد” كانوا متمكنين وأكثر شراسة في مواجهة الجيش الذي لم يكن يملك يومها الأسلحة الحديثة والعدّة الكاملة المتوافرة له اليوم.

ولا بدّ من أن نسأل المشككين في الجيش والذين يصرّون على تكذيبه: مَن جاء بـ”الدواعش” وقبلهم “النصرة” الى الجرود؟ أليْس أنّ تورّط “حزب الله” في الحرب السورية هو الذي استدرجهم في مكان ودفعهم في مكان آخر الى حيث أقاموا في الأراضي اللبنانية الجردية؟

إنّ الجيش اللبناني ليس فاتحاً دكّاناً على حسابه، وهو ليس ميليشيا تعمل للخارج كما يعمل سواه، إنما هو قوة الدفاع الوطنية الحقيقية، وهو لا يأتمر إلاّ بالقرار اللبناني الصادر عن السلطة الشرعية، وأثبتت التجارب أنّه عندما يتوافر القرار السياسي فإنّ الجيش قادر على الإنجازات الكبرى مهما كانت صعبة ودقيقة وخطرة وحسّاسة، فالجيش هو من لبنان وإلى لبنان، وليس مثل سواه “جندي في ولاية الفقيه” كما أعلن السيّد نصرالله.

العالم كله يعرف أنّ الجيش صادق في ما يعلن… فمَن أنت وأنت وأنت أيها المتطفلون على الجيش حتى تتهمّونه بالكذب؟ أإلى هنا وصلت العمالة؟