IMLebanon

توقيف شخصية سياسية قوية مالياً في السعودية

 

 

فيما لم تحمل ساعات اليوم الرابع على الزلزال الحريري اي معطيات جديدة تكشف شيئا من لغز غياب رئيس الحكومة المُحيّر، بدا واضحا على المستوى الرئاسي اللبناني قرار التريث في انتظار «هضم» ما حصل اولا ليبنى على الشيء مقتضاه ثانيا. فمن بعبدا حسمها الرئيس نبيه بري منذ يومين، والذي اعاد التأكيد امس على موقفه، ومفاده لا استقالة ولا حكومة جديدة «بكير كتير الحديث عن الاستقالة او التأليف، وهو ما اقر به رئيس الجمهورية بعد يومين من الاستشارات المباشرة وغير المباشرة الداخلية والخارجية والتي افضت الى خلاصة اخرى «اوقفوا التحليل والتداول في الامر بانتظار ان تنجلي الامور».

انتظار يبدو انه سيطول تملأه استشارات الوقت الضائع العسكرية والامنية والسياسية والاقتصادية والعمالية في الوقت الذي يسيطر على الجميع هاجس الابقاء على سقف التهدئة والاستقرار الداخلي على كافة المستويات، في الوقت الذي تستمر حملة التوقيفات في السعودية و«الاشاعات» في بيروت تحدثت المعلومات عن توقيف شخصية سياسية قوية مالياً في المملكة رغم علاقتها القوية بولي العهد، حيث اشار مطلعون بان التوقيف هو من باب الضغط السياسي على احدى الشخصيات اللبنانية لدفعها باتجاه تغيير تموضعها السياسي، داعية الى انتظار الساعات المقبلة التي قد تحمل تطورات دراماتيكية على هذا الصعيد.

اوساط متابعة للاحداث وتنتمي لما يسمّى فريق 14 آذار، كشفت من جهتها ان طريقة اخراج الاستقالة كانت مقصودة ومدروسة لاظهار امرين اساسيين: الاول مرتبط بالرئيس الحريري نفسه، والثاني رسالة سعودية واضحة لكل من يعنيهم الامر الى ان السعودية لم تعد تدير الوضع اللبناني عبر «وكيل» انما ستكون المشارك الفعلي في تشكيل اي حكومة.

وتذكر الاوساط نفسها في هذا المجال بما حدث عام 2001 يوم تحالفت القوى المسيحية السيادية مع الحزب التقدمي الاشتراكي في مواجهة سوريا، فما كان يومها مما يسمى «بالجهاز الامني اللبناني-السوري» الا ان نفذ حملة اعتقالات في صفوف المسيحيين في رسالة واضحة للنائب جنبلاط صاحب الخطر الاكبر يومها، معتبرة ان ما حصل اليوم هو ضربة لحزب الله عبر استهداف حليفه رئيس الجمهورية الذي غطى حارة حريك وآخرها في اطلالته التلفزيونية الاخيرة يوم الاثنين الماضي.

وخلصت الاوساط الى ان ما يجري حاليا لا يعدو كونه عملية تحضير وتجهيز للساحة اللبنانية ستستمر حتى بداية العام المقبل، تقضي حتى تاريخه بابعاد بعبدا عن حارة حريك، مشيرة الى ان لا مصلحة لرئاسة الجمهورية حاليا في قبول الاستقالة او اعتبار رئيس الحكومة مستقيلا قبل جلاء الصورة واتجاه الامور، داعية الى عدم الرهان على عودة الشيخ سعد الى بيروت خلال الايام القليلة المقبلة.

وفيما يحمل دفق المواقف الدولية عن الوضع اللبناني،الكثير من القلق ازاء المقبل على لبنان من تطورات، حيث يكاد لا يخلو بيان من التأكيد على اهمية التمسك بالاستقرار والاشارة الى عمق المخاوف التي تمتد جذورها  الى الصراع الاقليمي المستعر، وفي خطوة تدل الى عدم تأثر الدعم الاميركي للبنان وأمنه، ابلغت السفيرة الاميركية اليزابيث ريتشارد  قائد الجيش العماد جوزف عون في اليرزة ترافقها نائبة وزير الدفاع للقوات الجوية الأميركية هايدي غرانت على رأس وفد عسكري، تحويل مبلغ  42,9 مليون دولارالى وزارة المال اللبنانية مخصص لتغطية جزء من التكاليف التي يحتاج اليها الجيش لحماية الحدود،حيث اشارت مصادر شاركت في المحادثات الى ان الخطوة الاميركية اكتسبت بعدا واهمية خاصة اذ جاءت في ظل الوضع الداخلي «المأزوم» ،لتؤكد للجميع على استمرار الاميركيين في دعمهم للاستقرار اللبناني عبر رفع المساعدات للجيش اللبناني، وللتأكيد على الشراكة الكاملة مع المؤسسة العسكرية اللبنانية التي تبقى العامود الفقري الضامن لحرية وسيادة واستقلال لبنان ورمزا لوحدته، ودلالة على الثقة التي تمنحها القيادة الاميركية لقائد الجيش العماد جوزاف عون ، خاتمة بان السفيرة الاميركية المعروفة «بانحيازها» للجيش اللبناني اصرت على ان يكون الاعلان من اليرزة في رسالة واضحة لكل من يعنيهم الامر وللحريصين على الاستقرار والسلم اللبناني.

اذا بين القلق المهيمن على المقرات الرئاسية ، والدعم الاميركي اللافت للجيش في تلك اللحظة الدقيقة تتأرجح الاوضاع التي جمعت خلال الساعات الماضية مزيجا من المعطيات المتضاربة التي زادت الى الحيرة الموجودة ضياعا ما بعده ضياع.