IMLebanon

وصول صواريخ روسية الى حزب الله؟!

من جديد يعبر قادة الاحتلال الاسرائيلي عن حال اليأس والاحباط التي اصيبوا بها ، جراء رهاناتهم التي بخّرها تصاعد الدعم العسكري الروسي ـ الايراني للنظام في سوريا، اضافة الى الدور المتنامي الذي يلعبه «حزب الله» من خلال مشاركته العسكرية ، وهي مشاركة راهن الاسرائيليون على ان تشكل استنزافا للحزب، جراء الخسائر التي تلحق به، لكن الصورة كانت على عكس الطموح الاسرائيلي.

ولعل الابرز في تعليقات ومواقف المحللين العسكريين الاسرائيليين بشأن الاوضاع في سوريا ، في ضوء التصعيد الاميركي ـ الروسي والانجازات العسكرية التي حققها الجيش السوري المدعوم روسيا وايرانيا ومن «حزب الله»، ما تناوله بعضهم حول الدور الروسي الحاسم في الميدان العسكري السوري ، في ظل تراجع اميركي غير مألوف لدى الاسرائيليين.

 وفي السياق ، رأى المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس» الصهيونية عاموس هرئيل .. أنّ معركة حلب تقع في سياق صراع دولي معقد، حيث تدير الادارة الروسية ظهرها للسيطرة الدولية للولايات المتحدة، وإن الصراع على بقاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد بتأييد من ايران و«حزب الله» يتداخل مع مصالح موسكو، إذ يعتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ الفترة المتبقية من ولاية باراك أوباما الى حين الانتخابات الرئاسية في 8 تشرين الثاني، أو الى حين دخول الرئيس التالي الى البيت الابيض في 20 كانون الثاني القادم، تمنحه مجالاً واسعاً للمناورة أكثر من السابق لفرض الحقائق على الارض.

واعتبر المعلق الصهيوني أن الهجوم الشديد الذي يشنه الجيش السوري وحلفاؤه، على مناطق في مدينة حلب تسيطر عليها «المعارضة» تهدف الى استنزافهم، وخلق موجات هجرة للاجئين، ويقول .. اذا استمر هؤلاء في الهجرة الى أوروبا سيؤدي ذلك الى زعزعة الاستقرار في دول الاتحاد، ما يعطي بوتين ربحا ثانويا هاما، معربا عن مخاوفه من أن تكون خطوة روسيا الآن تهدف الى تعزيز بقاء النظام السوري وتوسيع مناطق سيطرته في شمال سوريا، وبذلك تفرض روسيا شروطها على الادارة الجديدة القادمة في الولايات المتحدة في كانون الثاني القادم، ويقول …توجد رغبة روسية في اعادة الاعتراف بها كقوة دولية كبيرة يجب أخذها في الحسبان، مقابل الخشية من خطوة اميركية لتوسيع حلف «الناتو» نحو الشرق ووضع اجهزة دفاعية مضادة للصواريخ في دول «المعسكر الشيوعي» السابق.

ويشير  الى أن مشاورات سرية  تجري في البيت الابيض وفي مجلس الامن القومي، حيث تم طرح امكانية قصف اهداف للنظام السوري بصواريخ عابرة بشكل يقلص خطر اصابة الجنود الاميركيين، لكن موسكو  ردت على الفور باعلانها عن نشر صواريخ ارض – جو متقدمة من نوع «اس 300» في سوريا ، وهي صواريخ تمكنها من اسقاط الصواريخ العابرة ايضا. وفي الوقت نفسه، أعلنت روسيا عن تجميد تطبيق الاتفاق مع الاميركيين حول تفكيك البلوتونيوم الذي تم التوقيع عليه في العام 2000 كجزء من الجهد المشترك لتقليص السلاح النووي، وأعلنت أمس أيضا عن ارسال سفينة كبيرة من الصواريخ، ثالثة، الى البحر المتوسط» على حد تعبيره.

ويسأل ..هل تجاوز بوتين في هذه المرة خط اللامبالاة الأميركي؟ وهل بدأت الادارة الاميركية بالاشتباه أن تسامحها في سوريا يهدد ليس فقط إرث اوباما في مجال السياسة الخارجية، بل ايضا المهمة الحالية لأوباما، التي هي ضمان انتخاب هيلاري كلينتون؟ هذا هو الخط الذي تتحدث عنه مراكز الابحاث والمحللون في وسائل الاعلام والسناتورات في واشنطن،  ولكن حتى هذه الاثناء لم تشجع هذه التحليلات الرئيس الاميركي على العمل بشكل فعلي في سوريا، ويقول .. اذا نجح النظام السوري في استعادة شرق حلب في نهاية حرب الاستنزاف هذه، فسيكون ذلك انتصارا مهما للاسد ولروسيا، لكنه في الوقت نفسه سيكون اشارة قوية على ابتعاد الولايات المتحدة، وإذا نجحت روسيا والاسد في حلب فسيتم تركيز الجهد العسكري على هضبة الجولان، معرباً عن امتعاض اسرائيلي من الثقة الزائدة التي يمتلكها الرئيس  الاسد، وان دخول اجهزة روسية متقدمة الى سوريا، مثل صواريخ اس 300 واس 400، هو ايضا أمر خطير بالنسبة لاسرائيل بسبب الخشية من وصول هذه الصواريخ في المستقبل للجيش السوري، وربما الى «حزب الله» ايضا.

ويخلص المعلق الصهيوني الى ان اسرائيل حذرة الآن في عملها في الشمال ( جبهة الجولان وجنوب لبنان )،  حيث ان نشر السلاح الروسي هناك يهدد طائرات سلاح الجو الاسرائيلي،  حتى لو كان هناك تنسيق مسبق بين الطرفين لمنع المعارك الجوية.