IMLebanon

إغتيال الطويل ليس كاغتيال العاروري… هل تخرج “إسرائيل” عن “طاعة” أميركا؟ 

 

 

بعد ساعات على استهداف القيادي في حزب الله وسام الطويل، اشتدت المعركة بين المقاومة والعدو الاسرائيلي من حيث طبيعة الاستهدافات، وهو ما يعني الدخول في مرحلة جديدة من المواجهات سيكون عنوانها العمليات الأمنية، التي باتت تتخطى في شكلها كل ما كان قائماً قبل اغتيال الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية.

 

أمس، بعد اغتيال ثلاثة مقاتلين في الغندورية، اعلن الاعلام الحربي في حزب الله عن استهداف ‏مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع لجيش العدو في مدينة صفد ‏المحتلة (قاعدة دادو) ‏بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية، وهذه القاعدة تبعد حوالي 30 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية، وهي أعمق منطقة تستهدفها المقاومة حتى اليوم، ويُحكى في الإعلام “الاسرائيلي” عن نوع أسلحة جديدة مستخدمة من قبل الحزب، تُضاف على صواريخ الكورنيت EM الروسية الصنع التي استخدمت في استهداف قاعدة ميرون العسكرية، فهل تتدحرج الأمور الى الأسوأ؟

 

البداية من عملية اغتيال القيادي وسام الطويل، حيث شكلت العملية بنوعها رسالة “اسرائيلية” قاسية للمقاومة، وبداية انطلاق العمليات الأمنية ضد الحزب، تزامناً مع دخول المرحلة الثالثة من الحرب على غزة، وطُرح بعد الاغتيال سؤال جوهري يتعلق بكيفية قراءة الحزب للاغتيال، فهل يعتبره تخطياً لخطوط حمراء كتلك التي حصلت في اغتيال العاروري؟

 

بالنسبة الى مصادر مختصة، فإن عملية اغتيال الطويل تأتي ضمن سياق الحرب القائمة بين المقاومة والعدو الاسرائيلي، وهي مختلفة تماماً عن اغتيال العاروري في الضاحية، سواء لناحية طبيعة المعارك التي لا تزال عسكرية – عسكرية، أو الشخص، حيث أن الطويل جزء من الحرب ومجاهد رفيع فيها، وحتى المنطقة الجغرافية التي وقعت فيها عملية الاغتيال.

 

اما بما يتعلق بالرد فهو كان متوقعاً، حيث ترد المقاومة على معظم الضربات “الاسرائيلية” بحسب طبيعتها، وتصعيد الرد كان في سياق التصعيد “الاسرائيلي”، لأن المقاومة لن ترضى بتحويل الجنوب اللبناني الى مسرحاً للعمليات الأمنية “الاسرائيلية” دون رد، ولكن الحرب تبقى مرهونة بقرار “اسرائيلي”، عملاً بكل القراءات التي قدمناها سابقاً حول رغبة حزب الله بالحرب من عدمها والأسباب الأساسية لذلك.

 

هناك من يُشيع بأن رئيس حكومة العدو يرغب بالحرب مع لبنان وهو يتجه إليها شيئاً فشيئاً، رغم الرفض الأميركي، ويرى هؤلاء أن نتانياهو يعتبر الإدارة الأميركية في لحظة الانتخابات إدارة ضعيفة، مضطرة لأن تسير بالحرب بحال دخلتها “اسرائيل”، بينما هناك وجهة نظر أخرى تقول بأن مختلف المعطيات الحالية، تؤكد أن “تل أبيب” غير قادرة على الخروج عن إرادة واشنطن، التي لا تريد توسيع دائرة المواجهات على مستوى المنطقة، بسبب التداعيات التي من الممكن أن تترتب على ذلك، بالرغم من كل التصعيد “الإسرائيلي” الذي ارتفعت وتيرته في الأيام الماضية، نظراً إلى أن ” تل أبيب” لا تزال بحاجة إلى الدعم الأميركي على أكثر من صعيد، خصوصاً على الصعيدين العسكري والإقتصادي، قبل الصعيد السياسي.

 

إنطلاقاً من ذلك، يمكن الجزم بأن قرار توسيع رقعة المواجهات إلى جبهات جديدة، يتوقف على قرار أميركي واضح بهذا الخصوص، قد تكون بعض القيادات “الإسرائيلية” تفضل الوصول إليه في الوقت الراهن، لكن في المقابل يبقى أن للولايات المتحدة مصالحها التي تحول دون تحقيق ذلك، خاصة أن المعطيات تتحدث عن توجه أميركي باتجاه التفاوض، بعد ما قاله السفير الإيراني في دمشق، عن أن الإدارة الأميركية أرسلت بداية العام رسالة الى إيران، عبر إحدى الدول الخليجية، تتضمن طرحاً لتسوية سياسية في المنطقة، وبغض النظر عن دقة هذا الحديث، فإن التوجه الأميركي هو للحل الديبلوماسي، حتى الآن.