IMLebanon

«فرح» النصر و»ربيعه»

 

 

أن يغتال العدو الصهيوني الصحافيين ليس جديداً، ولكنه مؤلمٌ. وأشدّد على ان استشهاد الزميلين فرح عمر وربيع المعماري، ومرافقهما حسين عقيل، أمس، في الجنوب هو عملية اغتيال كاملة الأوصاف يمكن توثيقها بالصوت والصورة والأسانيد. ولكن المرجعيات الأممية والدولية الرسمي منها والمدني أعجز من أن تتخذ أي تدبير فعّال للجم هذا الغول الصهيوني الذي يزداد شبَقُه الى الولوغ في الدماء من دون أن يرتوي لأن وراءه وحشاً أميركياً فاقداً القيَم والأخلاق، وقافزاً فوق الشرائع والمبادئ الإنسانية والسماوية، ويمنع أن تتخذ العدالة الدولية مسارها الطبيعي، ويذهب الى الأبعد فهو يغذّي ربيبته الصهيونية بوسائل وآلات الموت والدمار.

 

عشية ذكرى استقلال لبنان يأتي استشهاد فرح وربيع ليؤكّد على أن الاستقلال، مهما اشتد عوده مع مرور السنين والعقود، يبقى نبتة طرية بحاجة الى ريّها بالدماء الزكية الطهور، وأكثرها طهارة دم الشهادة المراق من مناضلي هذه الكوكبة الذين يسقطون في الميدان،  فيُستَشهَدون وهم يحاربون بالسلاح وكذلك الذين يقاتلون بالكلمة…

 

جميل أن نبارك للشهداء، وجيّد أن نهنئ ذويهم وأولياء الأمر، ولكننا نقولها بالفم المليان: إننا نتألم، ونغضب، ونشعر بالظلم والقهر.

 

نتألم عندما نرى هؤلاء الشبان يسقطون غيلةً فيما قادة العالم يصمّون آذانهم عن سماع أنين المظلومين، ويغمضون أعينهم والذين وراءهم عن رؤية مجازر هذا الوحش، وأيضاً شركاؤه في جرائمه التي لا توصف ببربريتها.

 

وبالرغم من شعورنا بالظلم والقهر، فإننا نتفاءل بأن المناضلين كُثُرٌ، وأن الإرادات صلبة، والعزم أكيد، والنصر آتٍ… والرجاء إيماننا، والتفاؤل يقيننا.

 

ولقد شاءت أقدار شهيدَي قناة «الميادين» والإعلام اللبناني عموماً أن تطلع من اغتيال الشهيدين مصادفة لفظية في اسميهما: فَالـ «فرح» والـ «ربيع» عنوانان للأمل والبهجة اللذَين نرى، بالتأكيد، أنهما سينبثقان من الظلمة بهاءً ونصراً.