Site icon IMLebanon

آشوريو سوريا: لبنان ممرّ لا مقرّ

حتى فجر أمس الثلاثاء، لم يكن قرار إدخال السوريين الآشوريين الى لبنان قد عُمّم رسمياً بعد، فظل التنسيق قائماً بين المطرانية الآشورية من جهة ووزارة الداخلية والأمن العام اللبناني من جهة أخرى حتى عُمّم الإذن بالدخول بعدما عادت الوزارة وطلبت أسماءهم من جديد، علماً أن وزارة الداخلية كانت أصدرت الأحد الماضي قراراً يقضي بدخول النازحين السوريين الآشوريين من دون قيود إلى الأراضي اللبنانية.

ومنذ ما بعد ظهر أمس، بدأ السوريون الآشوريون بالتوافد الى لبنان، وعددهم قليل، إلا أنهم ليسوا نازحين دائمين، وإنما مؤقتين أتوا الى لبنان لتسيير معاملاتهم الرسمية في السفارات. على هذا الأساس، أذِن الأمن العام اللبناني لهم بدخول الأراضي اللبنانية لأيام محدّدة أو على الأكثر لأسبوع واحد فقط، وهي مدة غير قابلة للتجديد، نظراً الى وضعهم الاستثنائي أو لحاجتهم الى مراجعة السفارة السويدية أو الأسترالية ولن يبقوا في لبنان لأي سبب آخر، حتى لأسباب صحية يعاني منها البعض.

غادر شاب آشوري سوري مع زوجته وابنته من محافظة الحسكة فوصل فجر أمس الثلاثاء الى الحدود اللبنانية السورية حيث تركهم سائق الأجرة فانهمرت عليهم الأمطار، ما حمل عناصر الأمن العام على السماح لهم بالدخول خصوصاً أن الطفلة ابنة الأشهر الستة كانت تبكي. 

يخبر الشاب الثلاثيني بأن «الطريق من محافظة الحسكة وصولاً الى تل تمر ثم القامشلي خطير جداً. فبلدة تل تمر قريبة من قطاع الأكراد، حيث تسيطر القوات الكردية المسلّحة، ولبلوغ المدينة سلكنا طرقاً صحراوية ولم نستبعد أن نفاجأ بحواجز لعصابات مختلفة من قطاع طرق و»داعش» وغيرهما. فالطريق من الحسكة حتى القامشلي هو بحدّ ذاته مخاطرة، ثم علينا أن نستقل طائرة داخلية من القامشلي الى دمشق حيث ثمن تذكرة الطائرة مرتفع جداً، هناك استقللنا سيارة أجرة للوصول الى الحدود اللبنانية – السورية.» ويشرح «مطار القامشلي هو الوحيد الذي يمكننا من خلاله تخطي «داعش» للوصول بأمان الى دمشق».

يشكر الشاب الله على وصوله بالسلامة الى الحدود اللبنانية حيث أن أبناء بلدته كانوا يتناقلون أخباراً عن أن «الطريق الى تل تمر ليست بمزحة، حيث لا يمكن معرفة طبيعة عناصر الحاجز: فهل هم قوات دفاع شعبي أو «داعش» أو عصابة متنكرة، فكثر وصلوا الى حواجز من دون أن يعلموا الى من تنتمي عناصره، ولا يمكن مقارنة ما يحدث معنا بما كان يحدث في الحرب اللبنانية حيث كان اللبنانيون يعلمون من يتمركز على كل حاجز بينما نحن لا نعلم، لا نسمع سوى كلمة «هواوي»، يعلم الله من هم، فكل من يخطر بباله أن يقيم حاجزاً يفعل ذلك من دون إذن». وعن المدة التي سيقضيها قال «أسبوع فقط ريثما نقرر الى أين نتّجه».

وعن عدد الأشخاص الذي وصلوا الى لبنان، يكشف مصدر مطّلع بأن «العدد لا يتعدّى الخمسة أشخاص، أما العدد الذي تم تناقله أي 17 شخصاً الذين وصلوا الى لبنان، فلم يأتُوا من الحسكة وإنما من الشام، وأتوا لحاجتهم الى مراجعات طبية أو سفارات وتكون مهلتهم على الأكثر أسبوع».