«تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا» وسع من قاعدة تأثيره إلى بلدان شمال أفريقيا وأفغانستان، وتشير صحيفة «نيويورك تايمز» ستكون حربا دولية جديدة ستشن ضد الإرهاب، وتعبر تصريحات المسؤولين الأميركيين عن ملامح استراتيجية الأمن القومي التي أعلن عنها الأسبوع الماضي وتحدثت عن حرب «مفتوحة» ضد الإرهاب وعلى جبهات عدة. وتنبع مخاوف المسؤولين الأميركيين من واقع وصل فيه تأثير «الدولة الإسلامية» إلى مصر وليبيا والجزائر.
وتكشف ادارة رسمية امنية اقليمية في تقاريرها ان عدد المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم 20.000 مقاتل قدموا من تسعين دولة في العالم بينها دول المغرب العربي والقوقاز والأردن ولبنان والسعودية وتونس واليمن.
نيكولاس راسموسن، مدير مركز مكافحة الإرهاب القومي اكد على كلام الجنرال فينسينت أر ستيوارت مدير وكالة الإستخبارات العسكرية عندما تحدث وادلى بمعلوماته في الكونغرس عن وضع «داعش» الشهر الماضي، وعن امتداداته الدولية والبصمات الدولية التي يتركها والحرب المفتوحة.
وتقول مصادر متابعة للملف الارهابي ان المبايعات المتتالية لـ«داعش» وصلت الى انصار بيت المقدس في سيناء وسبقتها المبايعات السورية والاردنية والجزائرية والتونسية واللبنانية المعروفة، هذا بالاضافة الاساسية لخزان داعش الاهم وهو ليبيا، حيث الحركة والتمويل والسلاح والتهريب، وكل من يريد تمويل داعش على حسابه الخاص او المصرفي بات يمر عبر طرابلس الغرب. المنطقة الاسهل لهذه العمليات المالية المباشرة.
وقالت المصادر، في لبنان الممر اللوجستي لـ«لقاعدة» ما يزال مفتوحا وان استطاع الجيش اللبناني تضييق الخناق بإجراءاته الامنية على الحدود وتحديدا في منظقة جرود عرسال، حيث ما تزال وفق كل التقارير اللبنانية والاقليمية مدينة عرسال محتلة رسميا من «داعش» وبعض الجماعات السورية المسلحة من «النصرة» و«الحر» و«الجبهة الاسلامية»، وهناك مربعات امنية لكل امير من امراء هذه التنظيمات داخل البلدة، مما يعني ان لبنان في دائرة الخطر المستمر وما هي التهديدات ومحاولات الهجوم التي تحصل بين الحين والآخر هو لادخال سيارات مفخخة او تهيب مجموعات او سلاح تحت جنح المعارك الشهرية في الجرود.
ازاء هذا الواقع يقول معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في تقرير اعده اندرو إينجل عن الخطر «الداعشي» الحقيقي على اوروبا من الحدود الليبية والمغربية والجزائرية والبحر اللبناني والسوري.
لكن في واقع الامر تضيف المصادر، هناك جهة جدية في مواجهة «داعش» و«النصرة» والجماعات التكفيرية الاخرى على الارض وهذا ما تشير اليه التقارير وهي حزب الله والجيش السوري والجيش العراقي والجيش اللبناني، من هنا لم تعد القضايا في لبنان مفصولة، وان اي ضغط سياسي على حزب الله والجيش اللبناني، سوف يصب في مصلحة قوى التكفير التي لا تستبعد من اجرامها احدا، واشارت المصادر الى أن ما جرى مع اقباط مصر في ليبيا خير دليل على ان كل الاديان والطوائف مستهدفة السُنة والشيعة والمسيحيين بكليتهم، اما الدروز «فلداعش» حسابات خاصة بهم كونها تعتبرهم «عين الكفرة»ومن لا يصدق فليراجع ادبيات «داعش» و«النصرة».
وتؤكد المصادر ان الجيش يستبسل في القتال رغم قلة العدة والعتاد ورغم المليارات العسكرية التي لم تصل لا من باريس ولا من غيرها باستثناء الدعم المتواضع التي تقدمه واشنطن «بمواصفات» اما الدولة اللبنانية فقد رفضت دعم الجمهورية الاسلامية للهبات العسكرية على انواعها.
واكدت المصادر ان الموضوع الامني جدي جداً وليس المطلوب تسجيل نقاط او الحرتقة الداخلية، لأن الاستهداف سيطال الجميع ومن لم يصدق بعد فليراجع التحقيقات التي كشفت مع موقفي داعش في اي مناطق كانوا سيفجرون من ليلة رأس السنة وغيرها.