IMLebanon

صحوة الضمائر!


بقلم

صدر عن الرئيس نبيه برّي، كلامٌ كبيرٌ في شأن الإستحقاق الرئاسي المتعثر منذ سنة بسبب مقاطعة حليفيه حزب الله والتيار الوطني الحر الجلسات العامة لمجلس النواب التي دأب منذ حصول الشغور على الدعوة إليها.

الرئيس برّي خاطب ضمائر الذين يمعنون في تعطيل النصاب كي تصحو كرمى للمصلحة الوطنية، ومصلحة الدولة وشعبها، ووصل إلى حدود الإشارة بالاسم إلى التيار الوطني الحر ورئيسه ميشال عون، محملاً إياهما مسؤولية بقاء البلاد من دون رئيس، مُـدّة سنة فيما المصلحة العامة توجب ملء الشغور في رئاسة الجمهورية وعدم التفريط بهذا الموقع الذي يجر إلى التفريط بالنظام الذي يُميّز لبنان في هذا الشرق، وهي المرة الأولى التي يجاهر فيها الرئيس برّي بهذا الاتهام لحليفه التيار الوطني الحر وهو يعلم ان هذا التيار ليس وحده في هذا الموقف، بل هو مدعوم من حزب الله الذي يقاطع كل الجلسات التي دعا إليها لانتخاب الرئيس تضامناً مع حليفه رئيس التيار الوطني الحر، فهل يمكن القول بأن الرئيس برّي قصد بكلامه حليفه حزب الله على طريقة «بحكي الجارة لتسمعي يا كني»، أم أنه تعمد حصر مسؤولية تعطيل الانتخابات بالنائب عون وحده رداً على معارضة الدعوة لعقد جلسة تشريعية للمجلس النيابي، واتهامه ضمناً الرئيس برّي بأنه يعطل الانتخاب الرئاسي عن سابق تُصوّر وتصميم؟

بإمكان رئيس المجلس ان لا يرد على هذا النوع من الأسئلة والاتهامات لأنه في مقدمة الساعين إلى انتخاب رئيس للجمهورية، بدليل أن نواب كتلته لمن يتغيبوا عن أي من الدورات الثلاث والعشرين التي وجهها لهيئة العامة، من دون ان يلتزم بقرار حليفيه حزب الله والتيار الوطني الحر بمقاطعة هذه الجلسات لتعطيل النصاب وبالتالي فهو ليس بحاجة إلى التذكير بموقفه من الاستحقاق الرئاسي وهو ايضا لا يطلب رضى أو استشارة أحد حتى أقرب المقربين إليه في خياراته من هذا الاستحقاق، عندما يدعو إلى صحوة ضمير فإنما يقصد جميع القيادات والكتل النيابية ويحثهم لإنجاز الاستحقاق الرئاسي من دون أي إبطاء أو تأخير لأنه إنجاز وطني ومن المعيب ان يتلكأ نواب الأمة عن القيام بهذا الواجب وهو بذلك لم يخصص عون دون حزب الله بقدر ما أراد أن تصل دعوته إلى الجميع من دون استثناء أحد ولا سيما إلى الذين يتهربون من الاستحقاق الرئاسي ويفرضون شروطاً تعجيرية.

لكن الرئيس برّي يعرف قبل غيره ان المسؤول الرئيسي عن تعطيل الانتخابات الرئاسية ليست قوى 14 آذار التي تبذل ما أمكن لعقد الجلسة العامة، ولا حتى النائب عون إنما هو حزب الله الذي لا مصلحة له ولحليفه إيران بانتظام المؤسسات الدستورية في لبنان لأنها تتعارض مع مشروعه الامبراطوري في الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط ويستخدم حزب الله كأداة طيِّعة لتحقيق هذا المشروع وبوصفه قادراً على منع اجراء الانتخابات الرئاسية وإبقاء لبنان رهينته إلى ان تتوافر شروط النجاح للمشروع الإيراني وأي تفكير آخر لا وجود له في الأجندة الإيرانية.